النَّارِ إلَّا مَنْ قد حَبَسَهُ القُرْآنُ"، أيْ: وَجَبَ عليهِ الخُلودُ، ثُمَّ تلا هذهِ الآية:{عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} وقالَ: "وهذا المَقَامُ المَحْمُودُ الذي وُعِدَهُ نبيُّكُمْ - صلى الله عليه وسلم -".
قوله: "ويُحبَس المؤمنون يومَ القيامة حتى يُهَمُّوا بذلك"، قال الإمام التُّورِبشتي في "شرحه": (يُهَمُّوا) علي بناء المجهول.
قال في "الصحاح": أهمَّني الأمر: إذا أقلقَك وحَزَبَك؛ يعني: يكون المؤمنون محبوسين يومَ القيامة حتى يحزنوا بذلك الحبس.
قوله: "فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا فيُريحنا من مكاننا"، قال في "الصحاح": استَشفعتُه إلى فلانٍ؛ أي: سألتُه أن يَشفعَ لي إليه.
(لو) ها هنا: بمعنى التمني، معناه: ليت، و (فيُريحنا): نصب على جوابه بإضمار (أن)، ويجوز أن يرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف؛ أي: فهو يريحنا، تقديره: ليتَنا نَستشفعُ أحدًا إلى ربنا فيريحنا؛ يعني: يقولون متضرِّعين: استشفعنا أن يشفعَ لنا إلى ربنا، فيريحنا؛ أي: فيريحنا ربنا من مشقة هذا الحبس وطوله في هذا المقام.
قوله: "فيأتون آدمَ فيقولون: أنتَ آدمُ ... " إلى قوله: "فيقول: لست هُناكم"، قال في "الصحاح": هناك وهنالك: للتبعيد، واللام زائدة، والكاف للخطاب، والتاء في (لست): اسمه، و (هناك): خبره ظرف مكان متعلق بمحذوف، وتقديره: لستُ نازلًا في مقام الشفاعة؛ يعني: يقول آدم عليه السلام: لستُ بمكانكم الذي تظنُّون أني فيه؛ يعني: ليس لي مقامُ الشفاعة لجميع الخلق.
"ويذكر خطيئته ويقول لهم: ولكن اذهبوا إلى نوح عليه السلام؛ فإنه أولُ نبيٍّ بعثَه الله إلى أهل الأرض": وقيل: إنما قال آدم عليه السلام: (إنه أولُ نبيٍّ