للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يختلط بعضُهم ببعض في يوم القيامة مُقبلين مُدبرين حَيَارَى.

وفي الحديث: دليل على أن أهلَ المعاصي من أُمة محمد - صلى الله عليه وسلم - لا يخلَّدون في النار، وفيه أيضًا: دليل على تفاضُلِ الناس في الإيمان.

قوله: "عليكم بإبراهيم"، (عليكم): بمعنى الزَمُوا، والباء زائدة على هذا؛ أي: الزموا إبراهيمَ، أو: تشفَّعوا بإبراهيمَ، أو توسَّلُوا به، وعلى هذا ليست بزائدة.

قوله: "ويُلهمني مَحَامدَ أحمدُه بها لا تحضرني الآنَ، فأَحمدُه بتلك المَحَامد"، (الإلهام): ما يُلقَى في الرَّوع، فيقال: أَلهمَه الله الشيءَ الفلانيَّ.

(المَحَامد) جمع: حمد، كـ (محاسن) جمع: حسن، جمع غير قياسي، أو جمع: مَحْمَدة، و (أحمده): محلُّه جرٌّ؛ لكونه صفةً لـ (محامده).

قوله: "أُمتي أُمتي"؛ أي: ارحَمْ أُمتي وتفضَّلْ عليهم بالكرامة، كرَّره للتأكيد، أو ناداهم لَيقرُبوا منه فيتوسَّلُون به إلى رضا الرحمن، أو لأنهم إذا قَرُبُوا منه حالَ نورُه وبركتُه بينهم وبين غضب النار، فلا تقربهم نارٌ، إذ نورُه يُطفِئ كلَّ نارٍ.

قوله: "مَن كان في قلبه مثقالُ ذرَّةٍ أو خَردلةٍ من إيمانٍ"، (المثقال): ما يُوزَن به، وهو من: الثقل، وذلك اسمٌ لكل سَنْجٍ، وإذا أُطلق فإنما يُراد منه السَّنْجُ المُعبَّر به عن الدينار.

وقال في "الغريبين": مثقال ذرة؛ أي: زِنة، قال الشاعر:

وكلاًّ يُوفِّيه الجزاءَ بمثقالِ

أي: بوزنٍ.

قال الخطابي: حَبَّة الخردل، وكذا حَبَّة الشعير مَثَلٌ في المعرفة لا في الوزن؛ لأن الإيمانَ ليس بجسمٍ يحصره الوزنُ والكيلُ، وإن ما يُشكل في العقول

<<  <  ج: ص:  >  >>