قد يَرِدُ إلى عيار المحسوس؛ ليُعلَم، ذكره في "شرح السُّنَّة".
وتحقيقه: أنه أراد بمثقال الخردلة: أدقَّ ما يُفرَض من الإيمان، بحيث ينتهي إلى أنه لا قسمةَ بعده، فليس بعدَه إلا الكفرُ الصريحُ؛ فإن الإيمانَ كلما قلَّ قَرُبَ من الكفر حتى ينتهيَ إليه.
قوله:"ائذن لي فيمَن قال: لا إله إلا الله ... " الحديث.
(ائذن): أمر من: أَذِنَ له في الشيء يَأذَن إذْنًا - بسكون الذال -: إذا أجابَ أحدًا فيما طلَبه.
الواو في:"وعِزَّتِي": واو القَسَم، وفي (وكبريائي)(وعظمتي): عطف على واو القَسَم، و"لأَخرجَنَّ": جواب القَسَم، والكِبرياء بالكسر، والكبرياء و (العَظَمة): اسمانِ مترادفانِ معناهما في الحقيقة: الترفُّع عن الانقياد، ولا يستحق ذلك غيرُ الله سبحانه.
* * *
٤٣١٨ - عن أبي هُريرَةَ - رضي الله عنه -، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ:"أَسْعَدُ النَّاسِ بشفاعَتي يَوْمَ القِيامَةِ مَنْ قال: لا إله إلَاّ الله خالِصًا مِنْ قَلْبهِ - أو: - نَفْسِهِ".
والجمع بين هذا الحديث والذي يليه وهو قوله:"أسعدُ الناس بشفاعتي ... " إلى آخره: أن المراد بالأول: إخراجُ جميع الأمم الذين آمنوا على أنبيائهم، لكنهم استوجبوا النار، وليس ذلك لمخلوقٍ، فلهذا قال: ليس ذلك لك.
والمراد بالآخر: مَن قال: لا إله إلا الله من أمته - صلى الله عليه وسلم -، أو مخصَّص بقائلي هذه الكلمة بلا عمل أصلًا، وهؤلاء لا تَسَعُهم إلا الرحمةُ الإلهيةُ العامةُ، والمراد بالآخر: الذين خلطوا عملًا صالحًا وآخرَ سيئًا، أو تخصيص الأول بمَوطنٍ،