٤٣١٩ - عن أبي هُريرَةَ - رضي الله عنه - قالَ: أُتيَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بلَحْمٍ، فرُفِعَ إليهِ الذِّراعُ، وكانتْ تُعْجِبُهُ، فَنَهَسَ منها نَهْسَةً، ثُمَّ قالَ:"أنا سَيدُ النَّاسِ يومَ القِيامَةِ، {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}، وتَدنُو الشَّمْسُ فيَبلُغُ النَّاسُ مِنَ الغَمِّ والكَرْبِ ما لا يُطيقونَ، فيَقولُ النَّاسُ: ألا تَنْظُرونَ مَنْ يَشْفَعُ لكُمْ إلى رَبكُمْ؟ فيأتونَ آدمَ"، وذَكرَ حَدِيْثَ الشَّفاعَةِ، وقال:"فاَنْطَلِقُ، فآتي تَحْتَ العَرْشِ، فَأَقَعُ ساجِدًا لربي، ثُمَّ يَفْتَحُ الله عَلَيَّ مِنْ مَحامِدِهِ وحُسْنِ الثَّناءِ عليهِ شيئًا لمْ يَفتحْهُ على أَحَدٍ قَبلي، ثُمَّ يُقالُ: يا مُحَمَّدُ! ارفَعْ رأَسكَ، سَلْ تُعطَهْ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسي فأقولُ: أُمَّتي، يا رَبِّ! أُمَّتي يا رَبِّ، أُمَّتي يا ربِّ، فيقالُ: يا محمَّدُ! أَدْخِلْ منْ أُمَّتِكَ مَنْ لا حِسابَ عليهمْ من الباب الأيمنِ من أبوابِ الجنَّةِ وهم شركاءُ النَّاسِ فيما سِوَى ذلك مِنَ الأَبْوابِ. ثُمَّ قال: والذي نفْسي بيدِه إنَّ ما بينَ المِصْراعَيْنِ منْ مَصاريعِ الجَنَّةِ كما بينَ مكَّةَ وهَجَرَ".
قوله:"فرُفِعَ إليه الذراعُ، وكانت تُعجبه، فنَهَسَ منها نَهْسَةً، ثم قال: أنا سيدُ الناسِ يومَ القيامة ... " الحديث.
(الذراع): يُذكر ويُؤنث، الضمير في (كانت) - وهو اسمه - يعود إلى (الذراع)، و (تعجبه): خبره.
نَهَسَ اللحمَ: أخذَه بمقدَّم الأسنان، يقال: نَهستُ اللحمَ وانتَهستُه بمعنًى، ذكره في "الصحاح".
يعني: رُفِعَ إلى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - تلك الذراعُ، فأَعجبتْه؛ لِسمَنِها وحسنِ طبخِها، (فنَهَسَ منها نَهْسةً، ثم قال: أنا سيدُ الناس يومَ القيامة)، وإنما خصَّ سيادتَه بيوم