قوله:"فقبضَ قبضةً من النار، فيُخرج منها قومًا لم يعملوا قطُّ قد عادوا حُمَمًا"، و (القبضة): عبارة عما يَسَعُه في الكَفِّ، والله سبحانه منزَّه عن الجوارح؛ فإنها صفةُ الأجسام، ومِثْلُ هذا من المتشابهات؛ فتركُ الخوضِ فيها أقربُ إلى السلامة.
يعني: يُخرج الله سبحانه من النار قومًا من غير أن يكون لهم عملٌ صالحٌ، وقد صاروا حممًا محرقةً، و (الحُمَم) جمع: حُمَمَة، وهي الفحم.
وفي الحديث: تحريضٌ بليغٌ للعباد على الطاعة؛ لأنه إذا لطف بعباده العصاة بما ذكر، فكيف يلطف بعباده المحسنين مع أن رحمتَه تعالى قريبٌ من المحسنين؟!
قوله:"في أفواه الجنة"، و (أفواه الجنة): أوائلها ومقدماتها وطُرُقها.
يقال: فوهة الطريق، والجمع: أفواه، غير قياسي.
قال في "شرح السُّنَّة": الحِبَّة - بكسر الحاء وتشديد الباء - اسم جامع لحبوب البقول التي تنتثر إذا هاجت ريحٌ، ثم إذا أَمطرت من قابلِ نَبَتَتْ.
قال الكِسائي: هي حَبُّ الرياحين، الواحدة: حِبَّة، فأما الحِنطة وغيرها فهو الحَبُّ لا غير، والحَبَّة من العِنَب تُسمى حَبَّة بالفتح، وحَبَّ الحُبَة تُسمَّى حُبَةً بضم الحاء وتخفيف الباء.
"حميل السيل": ما حمله السيل، فعيل بمعنى مفعول، كما يقال للمفعول: قتيل.
قال أبو سعيد الضرير: حميل السيل: ما جاء به من طينٍ أو غثاءٍ، فإذا اتفق فيه الحِبَّة واستقرت على شط مجرى السيل، فإنها تنبت في يوم وليلة، وهي أسرعُ نباتًا، وإنما أخبر بسرعة نباتهم.
وفي الحديث: دليلٌ على أن أهلَ المعاصي لا يُخلَّدون في النار.