قوله:"فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم"، و (الرِّقاب) جمع: رقبة، و"الخواتم" جمع: خاتم، وهو ها هنا: عبارة عن علامة تظهر من رقابهم، وخُصَّت تلك العلامة بالرقبة؛ لأن الرقبةَ أُعتقت من النار، وهي عبارةٌ عن شخصه؛ يعني: يُخرَجون من ذلك النهر بِيضًا؛ أي: ذوي بياضٍ مشرقٍ كاللآلئ، فتُعلق بأعناقهم الخواتمُ؛ ليكونوا متميزين بين المغفورين من غير واسطة العمل الصالح، ويين غيرهم، والله أعلم.
قوله:"لكم ما رأيتُم ومِثْلُه معه": الكاف والميم خطاب للعتقاء، والضمير في (ومثله معه) يعود إلى (ما)؛ يعني: يقال للعتقاء: لكم ما رأيتُم مدَّ بصركم من قبضه الشامل وفضله الكامل، ومِثْلُ ما رأيتُم معه في النعيم الأبدي السَّرمدي.
* * *
٤٣٢٣ - وقال:"إذا دَخَلَ أهلُ الجَنَّةِ الجنّةَ وأهلُ النَّارِ النَّارَ يقولُ الله تعالى: مَنْ كانَ في قَلْبهِ مِثْقالُ حَبَّةٍ منْ خَرْدَلٍ منْ إيمانٍ فأَخْرِجُوهُ، فيُخْرَجونَ قدِ امتحَشُوا وعادُوا حُمَمًا، فيُلقَوْنَ في نهرِ الحياةِ فيَنْبُتونَ كما تَنبُتُ الحِبَّةُ في حَمِيلِ السَّيْلِ، ألَمْ تَرَوْا أنَّها تَخْرُجُ صَفْراءَ مُلتَوِيةً".
٤٣٢٤ - عن أبي هُريرَةَ - رضي الله عنه -: أنَّ النَّاسَ قالوا: يا رسولَ الله! هلْ نَرَى ربنا يومَ القِيامةِ؟ فذكرَ معنَى حديثِ أبي سعيد - رضي الله عنه - غيرَ كَشْفِ السَّاقِ. وقال: