للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٣٥٠ - وقال رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَوْضعُ سَوْطٍ في الجَنَّةِ خَيْرٌ منَ الدُّنْيَا وما فيها. ولو أَنَّ امرأةً منْ نِساءِ أَهْلِ الجَنَّةِ اطَّلَعتْ إلى أَهْلِ الأَرْضِ لأَضاءَتْ ما بينهَمُا ولَملأَتْ ما بينَهما رِيحًا، ولَنَصِيْفُها على رأْسِها خَيْرٌ مِنَ الدُّنيا وما فيها".

٤٣٥١ - وقالَ: "إنَّ في الجَنَّةِ شَجَرَةً يَسيرُ الرَّاكِبُ في ظِلِّها مِئَةَ عامٍ لا يَقْطَعُها. ولَقابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ في الجَنَّةِ خَيْرٌ مِمَّا طَلعَتْ عليهِ الشَّمْسُ أو تَغْرُبُ".

قوله: "موضعُ سَوطٍ في الجنة خيرٌ من الدنيا وما فيها"؛ يعني: موضعُ سَوطٍ في الجنة خيرٌ من الدنيا وما فيها سوى كلام الله تعالى وصفاتِه وجميعِ أنبيائه، وإنما قال هذا؛ لأن الجنةَ مع نعيمها باقيةٌ، والدنيا فانيةٌ، وكلُّ ما هو باقٍ لا يوازيه ما هو في معرض الفناء.

قال الإمام التُّورِبشتي - رحمة الله عليه - في "شرحه": قلنا: إنما خَصَّ السَّوطَ بالذِّكر؛ لأن مِن شأنِ الراكبِ إذا أراد النزولَ في منزلٍ أن يُلقيَ سَوطَه قبل أن ينزلَ، معلِّمًا بذلك المكانَ الذي يريده؛ كيلا يَسبقَ إليه أحدٌ، وفي معناه: قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي يتلوه من رواية أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -:

"وَلَقابُ قوسِ أحدكم"، و (القاب): ما بين المَقْبض والسِّيَةِ، ولكل قوسٍ قابانِ، والراجل يبادر إلى تعيين المكان بوضع قوسه، كما أن الراكبَ يبادر إليه برمي سَوطِه.

قوله: "ولَنَصيفُها على رأسها خيرٌ من الدنيا وما فيها"، قال في "الصحاح": (النَّصيف): الخِمَار، قال النابغة:

سَقَطَ النَّصيفُ ولم تُرِدْ إسقاطَه ... فَتَنَاوَلَتْه واتَّقتْنا باليدِ

أي: أمسكته بيدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>