قوله:"إن في الجنة شجرةً يسير الراكبُ في ظلِّها مئةَ عامٍ لا يقطعها": وهذه الشجرة هي شجرة الطُّوبى؛ يعني: هي شجرةٌ كبيرةٌ كثيرةُ الأغصانِ، بحيث لو كان يسير الراكبُ في ظلِّها بالليل والنهار مئةَ سنَةٍ لم يقطع مسافتَها.
قوله:"ولَقَابُ قوسِ أحدكم في الجنة خيرٌ مما طلعت عليه الشمسُ أو
غربت": قال في "الصحاح": قَابُ قَوسٍ، وقَادُ قَوسٍ، وقِيدُ قَوسٍ؛ أي: قَدْرُ
قَوسٍ، والقاب: ما بين المَقْبض والسِّيَة، ولكل قوسٍ قابانِ، وقوله تعالى:{فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}[النجم: ٩]، قال: أراد قابَي قوسٍ، فعليه يعني، قَدْرُ قَوسِ أحدِكم خيرٌ مما مضى عليه طلوع الشمس، أو مما تغرب عنه الشمس إلى يوم القيامة؛ يعني: خيرٌ من الدنيا وما فيها جميعًا، كما ذُكر قُبيلَ هذا.
وقيل: قَدْرُ ما بين السِّيَة والمَقْبض.
* * *
٤٣٥٢ - وقال:"إنَّ للمُؤْمِنِ في الجَنَّةِ لَخَيْمَةً مِنْ لُؤلُؤةٍ واحِدَة مُجَوَّفةٍ طُولُها سِتُّونَ مِيْلًا، في كُلِّ زاويَةٍ منها للمُؤْمِنِ أَهْلٌ لا يراهمُ الآخَرون، يَطُوفُ عَلَيهمُ المُؤْمِنونَ، وجَنَّتانِ من فِضَّةٍ آنيتُهما وما فيهما، وجنَّتانِ من ذهب آنيتُهما وما فيهما، وما بَيْنَ القَوْمِ وبينَ أنْ يَنظُروا إلى ربهمْ إلا رِداءَ الكبرياءِ على وَجْههِ في جَنَّةِ عَدْنٍ".
قوله:"ستون مِيلًا في كل زاوية منها للمؤمن"، أصل (الميِل): ثُلث فَرسخ، و (الزاوية): هي ناحية البيت، الضمير في (منها) يعود إلى (الخيمة).
قوله:"وما بين القوم وما بين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداءُ الكِبرياء على وجهه في جنة عَدْن"، يريد صفة الكبرياء وعظمته، وقوله:{وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}؛ أي: العظمة والمُلك، وهو بكبريائه وعظمته لا يريد أن يراه