و (الرَّشْح): العَرَق؛ يعني: مرشوحُهم فيه رائحةٌ كرائحة المِسْك.
قوله:"ستون ذراعًا في السماء"؛ يعني: طولُهم ستون ذراعًا.
* * *
٤٣٥٦ - وقالَ:"إنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ يأكُلونَ فيها ويَشْربونَ، ولا يَتْفِلُونَ ولا يَبُولونَ، ولا يَتَغَوَّطُونَ، ولا يَمْتَخِطُونَ". قالوا: فما بَالُ الطَّعامِ؟ قال:"جُشَاءٌ ورَشْحٌ كرَشْحِ المِسْكِ، يُلْهَمونَ التَّسْبيحَ والتَّحْميدَ كما تُلهَمُونَ النَّفَسَ".
قوله:"يُلهَمُون التسبيح والتهليلَ كما تُلهَمُون النفَس"؛ يعني: تسبيحُهم لله سبحانه وتهليلُهم إياه كتنفُّسهم في الدنيا؛ يعني: كما أنهم لا يتعبون في تنفُّسهم، ولا يشغلهم شيءٌ عن التنفس، فلهذا لا يتعبون في التسبيح والتهليل وجميع الأذكار، ولا يشغلهم شيءٌ عن ذلك كالملائكة، ويجوز أن يريد أنه يصير صفةً لازمة لا ينفكُّون عنها، كالتنفُّس اللازم للحيوان.
* * *
٤٣٥٧ - وقال:"مَنْ يَدْخُل الجَنَّةَ يَنْعَمُ ولا يَبْأَسُ، ولا تَبْلَى ثِيابُهُ، ولا يَفْنَى شَبابُهُ".
قوله:"مَن يدخل الجنةَ يَنْعَم لا يَبْأَس": قال في "الصحاح": بَئِسَ الرجلُ يَبْأَسُ بُؤسًا وبَأسًا: اشتدت حاجتهُ، فهو بائس؛ يعني: طِيبُ الجنةِ ونعيمُها هنئٌ بحيث لا تعبَ فيه ولا انقطاعَ.