على خُلُقِ رَجُلٍ واحِدٍ، على صُورةِ أبيهم آدَمَ سِتُّونَ ذِراعًا في السَّماءِ".
قوله: "إن أولَ زُمرةٍ يدخلون الجنةَ على صورة القمر ليلةَ البدر"، الحديث.
(الزُّمرة): الجماعة؛ يعني: أولُ زمرةٍ يدخلون الجنةَ يكونون حِسَانَ الوجوه، بحيث تكون وجوههم كالبدر التام، فنورُ وجوههِم أتمُّ وأكملُ من نور وجوه الذين يدخلون بعدهم، لكونهم أنبياء وأولياء، فهم غيرُ محتاجين إلى شفاعة شافع، بل الناسُ يحتاجون إلى شفاعتهم؛ لأنهم هم الكاملون في أنفسهم المكمِّلون لغيرهم، فلهذا كان نورُ وجوههم نورَ البدر التام في نفسه، ثم الزمرة الثانية يدخلون الجنةَ ووجوههم مثل كواكبَ دُرِّيَّةٍ شديدةِ الإضاءةِ، هذا معنى قوله: "ثم الذين يلونهم على أشدِّ كوكبٍ دُرِّيٍّ في السماء إضاءةً".
قال في "شرح السُّنَّة": الكوكب الدُّرِّيُّ: الشديد الإنارة، نسبة إلى الدُرِّ، ويُشبَّه صفاؤُه بصفائِه.
هذا ما قاله الشيخ إذا كان مضمومَ الدال غيرَ مهموز؛ وهو مراد الحديث، فإن هُمِزَ أو كُسِرَ أولُه كان مأخوذًا من الدَّرْء، وهو الدفع، وإنما سمي دريًّا؛ لكونها دافعةً للشياطين عن استراق السمع.
قوله: "ووَقود مَجَامرهم الأُلُوَّة، ورَشْحُهم المِسْكُ"، (الوَقود) بفتح الواو: ما تُوقَد به النار، و (المَجَامر) جمع: مجْمَرة، وهي ما يُوضَع فيه الجمر، ويُحرَق فيه العود للتبخير، هذا إذا كان مفتوحَ الميم، وأما إذا كان مكسورَ الميم فهو الآلة.
و (الأُلُوَّة) قال الأصمعي: هي العود الذي يُتبخَّر به، وأراها كلمةً فارسيةً معرَّبةً.
قال أبو عبيد: فيها لغتان: الألُوَّة - بفتح الألف وضمِّها -.