للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيقولُ: ألا أُعطِيكُمْ أَفْضَلَ منْ ذلكَ؟ فيقولونَ: يا رَبِّ وأيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ منْ ذلكَ؟ فيقولُ: أُحِلُّ عليكُمْ رِضْواني، فلا أَسْخَطُ عليكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا".

قوله: "لبَّيك وسَعْدَيك والخيرُ في يديك وحكى أبو عبيد أن أصل التلبية: الإقامة بالمكان، يقال: أَلْبَبْتُ بالمكان ولَبَّبْتُ بالمكان، لغتان: إذا أقمتُ به، قال: ثم قلبوا الباءَ الثانيةَ إلى الياء استثقالًا، كما قالوا: تظَّنيت، وإنما أصلها: تظنَّنت، ذكره في "الصحاح".

فعلى هذا معناه: دُمتُ على طاعتك دوامًا بعد دوامٍ من غير غايةٍ ولا نهايةٍ، فيكون معنى التلبية التكريرَ والمبالغةَ، ويكون منصوبًا على مصدرٍ حُذف فعلُه وجوبًا، ويجعل نفس التلبية نائبةً عن الفعل، وكذلك كل ما جاء مثنًّى من المصادر.

و (سَعْدَيك) أصله: سَعْدَين، فحذفت النون بالإضافة، والسَّعد بمعنى: السعادة؛ أي: نطلب منك سعاداتٍ كثيرةً.

وقال في "شرح السُّنَّة أي: ساعدت بطاعتك يا ربِ مساعدةً بعدَ مساعدةٍ، وإنما قال: (والخيرُ في يديك)، ولم يقل: الخيرُ والشرُّ، مع أن كلاهما جارٍ بإرادته القديمة تعالى؛ لأنه لا يُنسَب إليه الشرُّ أدبًا.

* * *

٤٣٦٣ - عن أبي هُرَيرَةَ - رضي الله عنه - قال: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "سَيْحَانُ وجَيْحانُ والفُرَاتُ والنَّيلُ، كُلٌّ مِنْ أَنْهارِ الجَنَّةِ".

قوله: "سَيْحَان وجَيْحَان والفراتُ والنيلُ كلٌّ من أنهار الجنة"، قال في "الصحاح": سيحان: نهرٌ بالشام، وجيحان: كذلك نهرٌ بالشام، والفرات: نهرُ الكوفة، والنيل: نهرُ مصر، وإنما قال: كلُّ واحدٍ من الأنهار الأربعة من الجنة؛ نظرًا إلى عذوبته وسوغه في الحلق، وهضمه للطعام، وكثرة منافعه الأُخَر من

<<  <  ج: ص:  >  >>