غير تعب ومُؤْنة، فإذا كان كذلك فكأنها منها، لكن الأَولى أن يُجرَى هذا وأمثالُه على ظاهره؛ لأنه لا ضرورةَ في صرف الكلام عن الظاهر.
* * *
٤٣٦٤ - عن عُتْبةَ بن غَزْوانَ قال: ذُكِرَ لنا أنَّ الحَجَرَ يُلقَى مِنْ شَفَةِ جَهَنَّمَ فيَهْوِي فيها سَبْعينَ خَرِيفًا لا يُدرِكُ لها قَعْرًا، والله لَتُمْلأَنَّ. ولقدْ ذكرَ لنا أنَّ ما بينَ مِصْراعَيْنِ منْ مَصارِيعِ الجنَّةِ مَسيرةُ أربعينَ سنةً، ولَيأْتيَنَّ عليها يَوْمٌ وهو كَظيظٌ مِنَ الزِّحامِ.
(يهوي)؛ أي: يسقط، و (الخريف): السَّنة، (كظيظ): فعيل بمعنى مفعول؛ أي: مملوء مُفيضٌ ضيقٌ من الزحام.
قال في "الغريبين": كظيظ؛ أي: ممتلئ، يقال: كظَّ الغيطُ: إذا ملأ صدرَه، فهو كظيظ، والكظيظ: الزحام، يقال: رأيت على بابه كظيظًا.
* * *
من الحِسانِ:
٤٣٦٥ - عن أبي هُريرَةَ - رضي الله عنه - قال:"قُلتُ: يا رسُولَ الله! مِمَّ خُلِقَ الخَلْقُ؟ قال: مِنَ الماءِ، قُلنا: الجَنَّةُ ما بناؤُها؟ قالَ: لَبنةٌ مِنْ فِضَّةٍ ولَبنةٌ مِنْ ذَهَبٍ، ومِلاطُها المِسْكُ الأَذْفَرُ، وحَصْباؤُها اللُّؤْلؤُ والياقُوتُ، وتُرْبتُها الزَّعْفَرانُ، مَنْ يَدْخُلْها يَنْعُمُ ولا يَبْأَسْ، ويَخْلُدُ ولا يَمُوتُ، ولا تَبْلَى ثيابُهُمْ ولا يَفْنَى شَبابُهُمْ".
قوله:"مِمَّ خُلِقَ الخلقُ؟ قال: من الماء"، يريد بـ (الماء): النُّطفة.