للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: "ومِلاطُها المِسْك الأذْفَر"، (المِلاط): الطين الذي يُجعَل بين مسافتي البناء، يُملَط به الحائط، (الذَّفَر) بالتحريك: كلُّ رِيحٍ ذَكيةٍ من طِيب، يقال: مِسْك أذفَر بينُ الذَّفَر، والضمير في (ملاطها) يعود إلى الجنة.

قوله: "لا تَبْلَى ثيابُهم، ولا يَفْنَى شبابُهم"، بَلِيَ الثوبُ يَبْلَى بلاء: إذا خَلُقَ واندرس؛ يعني: أهل الجنة لا تصير ثيابُهم مندرسةً باليةً، ولا يزول شبابُهم في الجنة، بل يدوم شبابُهم بحيث لا يتطرق عليه الشيبُ أصلًا.

وتبقى ثيابُهم الجُدُدُ التي كانت عليهم بحيث لا تندرس أبدًا، وإنما كان كذلك؛ لأن الآخرةَ دارُ البقاء، فلا انقطاعَ ولا تغيُّرَ فيهما البتةَ، بخلاف الدنيا وما فيها؛ فإنها للفناء.

* * *

٤٣٦٩ - وعن أبي سَعيدٍ الخُدْرِيِّ - رضي الله عنه -، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "في قوله: {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} قال: اِرتفاعُها لكَما بينَ السَّماءِ والأَرْضِ مَسيرَةَ خَمْسِ مِئَةِ سَنةٍ"، غريب.

قوله: {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ}: قال في "شرح السُّنَّة": قيل: أراد بـ (الفُرُش) نساء أهل الجنة ذوات الفُرش، يقال لامرأة الرجل: هي فِراشُه وإزارُه ولِحافُه.

قوله: {مَرْفُوعَةٍ}؛ أي رُفعن بالجمال على نساء أهل الدنيا، وكلُّ فاضلٍ رفيعٌ.

وقيل: ليس المرادُ من ارتفاع الفُرش: النساء، بل ارتفاعُ الدرجات.

يعني: ما بين كل درجتين قَدْرُ ما بين السماء والأرض.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>