قوله:"يُرَى مخُّ ساقها من ورائها"، (المخ): ما هو في جوف العظم من الدسومة.
(وراء)؛ أي: خلف، وقد يكون بمعنى: قُدَّام، وهو من الأضداد، يعني: يُرَى ما في عظم ساقيها من المخ من غاية اللطافة والنعومة تحت حُلَلها السبعين وعظم ساقها ولحومها، وإنما كان كذلك؛ لأنها روحانيةٌ قدسيةٌ في غاية اللطف والصفاء.
* * *
٤٣٧١ - عن أنسٍ - رضي الله عنه -، عن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"يُعْطَى المُؤْمِنُ في الجَنَّةِ قُوَّةَ كذا وكذا مِنَ الجماعِ"، قِيلَ: يا رسُولَ الله! أوَ يُطيقُ ذلك؟ قال:"يُعْطَى قُوَّةَ مِئَةٍ".
قوله:"أَوَ يطيق ذلك؟ "، الهمزة: للاستفهام، والواو: للعطف، وذلك إشارة إلى مضمون "كذا وكذا من الجماع"؛ يعني: وهل يطيق رجلٌ من أهل الجنة ذلك المقدارَ من الجماع؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: "يُعطَى قوةَ مئةٍ" أي: مئةِ رجلٍ.
* * *
٤٣٧٢ - وعن سَعْدِ بن أبي وقَّاصٍ - رضي الله عنه -، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَال:"لوْ أنَّ ما يُقِلُّ ظُفُرٌ مِمَّا في الجَنَّةِ بَدا لتَزَخْرَفَتْ لهُ ما بينَ خَوافِقِ السَّماواتِ والأَرْضِ، ولوْ أنَّ رَجُلًا مِنْ أهلِ الجَنَّةِ اطَّلعَ فبَدا أَساوِرُهُ لَطَمَسَ ضَوْءُهُ ضَوْءَ الشَّمْسِ كما تَطْمِسُ الشَّمْسُ ضَوْءَ النُّجومِ"، غريب.