للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقيل: إنما خُصصتا بالذِّكر دون ما عداهما، مع أن الكلِّ واحدٌ في الوجوب؛ لكونهما واقعتَين في زمان الغفلة.

أما صلاةُ الصبح، فلأن زمانَها زمانُ استراحةِ النوم، وصلاةُ العصر زمانُها زمانُ الاشتغال بالتجارات والأكساب، فقطعُ لذةِ النومِ ولذةِ تحصيل الأموال موجبٌ لهذا العزِّ الأبديِّ.

* * *

٤٣٨٨ - وعن صَهَيْبٍ عن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إذا دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ يقُولُ الله تبارَكَ وتعالى: تُريدُونَ شَيئًا أَزيدُكُمْ؟ فيقولونَ: ألَمْ تُبيضْ وُجُوهَنا؟ ألَمْ تُدْخِلْنا الجَنَّةَ وتُنجِّنا منَ النَّارِ؟ قالَ: بلى. فيُرْفَعُ الحِجَابُ فيَنظُرونَ إلى وَجْهِ الله، فما أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إليهِمْ مِنَ النَّظَرِ إلى رَبهمْ. ثُمَّ تلا {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: ٢٦] ".

قوله: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: ٢٦]؛ أي: للذين أحسنوا العملَ في الدنيا {الْحُسْنَى}، وهي الجنة، {وَزِيَادَةٌ} وهي النظر إلى وجه الله الكريم، هذا قول جماعة من الصحابة، منهم أبو بكر الصدِّيق وحذيفة وأبو موسى وعبادة بن الصامت - رضي الله عنهم -، وهو قول الحسن وعكرمة وعطاء ومقاتل والضحَّاك والسدِّي ذكره في "معالم التنزيل".

* * *

مِنَ الحِسَان:

٤٣٨٩ - عن ابن عُمَرَ - رضي الله عنه - قالَ: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ أَدْنَى أَهْلِ الجَنَّةِ مَنْزِلةً لَمَنْ ينظُرُ إلى جِنانِهِ وأَزْواجِهِ ونَعيمِهِ وخَدَمِهِ وسُرُرِهِ مَسيرةَ ألْفِ سَنَةٍ، وَأَكْرَمَهُمْ على الله مَنْ ينظُرُ إلى وَجْهِهِ غَدْوَةً وعَشِيَّةً. ثمّ قَرأَ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ

<<  <  ج: ص:  >  >>