للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقيل: المراد بالصَّبغ هنا: الغَمس, لأن الصبغَ لا يكون غالبًا إلا بالغَمس، فيكون مجازًا من نوع إطلاق اسم الملزوم على اللازم.

"البؤس": الشدة والمشقة؛ يعني: يُجاء يومَ القيامة من له أنعمُ عيشًا، أو أطيبُ حالًا في الدنيا من أهل النار، فإذا أُدخل النارَ فيُسأل عما مضى عليه في الدنيا من طيب عيشه، فيقال له: هل رأيتَ خيرًا وسرورًا فيها قطُّ؟ وهل وجدتَ فيها نعمةً؟ فشدةُ العذاب تُنسيه ما مضى عليه من نعيم الدنيا، فيقول: ما وجدتُ شيئًا قطُّ من نعيمها وزبرجدها، وكذا يُجاء يوم القيامة من له أشدُّ حالًا وأسوءُ عيشًا في الدنيا من أهل الجنة، فإذا أُدخل الجنةَ بفضله فيُسأل عما كان عليه من تعب الدنيا وشدتها، فنعيمُ الجنة يُنسيه ما مضى فيها من سوء الحال وضيق البال.

* * *

٤٣٩٧ - عن أنسٍ - رضي الله عنه -، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "يقولُ الله تعالى لأِهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذابًا يَوْمَ القِيامةِ: لوْ أنَّ لكَ مَا في الأَرْضِ منْ شَيءٍ أَكُنْتَ تَفْتَدِي بهِ؟ فيقولُ: نَعَم، فيقولُ: أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ هذا وأنتَ في صُلْبِ آدَمَ، أنْ لا تُشرِكَ بي شَيْئًا فأبَيْتَ إلا أنْ تُشرِكَ بي".

وقوله "يقول الله لأهونِ أهل النار عذابًا يومَ القيامة: لو أن لك ما في الأرض" الحديث.

(أهون): أفعل التفضيل، من: هانَ الشيءُ عليه يَهُون هَونًا: إذا خفَّ وسَهُلَ.

(لو أن لك ما في الأرض) تقديره: لو ثبتَ أن لك؛ لأن (لو) يقتضي الفعل الماضي، وإذا وقعت (أن) المفتوحة بعد (لو) كان حذف الفعل واجبًا, لأن ما في (أن) من معنى التحقيق والثبات ينزل بمنزلة ذلك الفعل المحذوف.

<<  <  ج: ص:  >  >>