الهمزة في "أكنت": للاستفهام بمعنى التوبيخ، و"الافتداء": إعطاء الفِداء، و"نعم": جواب للاستفهام والخبر تصديقًا لِمَا قبلَه نفيًا كان أو إثباتًا؛ يعني: يقول الله سبحانه لمَن له تخفيفٌ في العذاب يومَ القيامة: لو حصل لك ما في الأرض جميعًا هل كنت تفتدي بها لخلاص نفسك عن النار؟ فيقول: نعم يا ربِ.
"فيقول" الله تعالى: "أردتُ منك أهونَ من هذا"؛ أي: أمرتُك بأسهلَ من هذا وأخفَّ عليك، وهو الإيمان والتصديق بي وبجميع كتبي ورسلي وما هو في الآخرة من الغيب، وأنتَ في صلب آدم، فأَبيتَ إلا أن تُشركَ بي؛ أي: فامتنعتَ عن الإيمان والإسلام وأشركتَ بي، والإرادة ها هنا بمعنى: الأمر، والفرق بين الأمر والإرادة: أن ما يجري في العالَم لا محالَة كائنٌ بإرادته ومشيئته، وأما الأمرُ فقد يكون مخالفًا لإرادته ومشيئته.
* * *
٤٣٩٨ - وعن سَمُرةَ بن جُنْدَبٍ: أنَّ نَبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"منهُمْ مَنْ تأخُذُهُ النَّارُ إلى كَعْبَيْهِ، ومِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إلى رُكبَتَيْهِ، ومِنْهُمْ مَنْ تأخُذُهُ النَّارُ إلى حُجْزَتِهِ، ومنهُم مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إلى تَرْقُوَتِهِ".
قوله:"مَن تأخذه النارُ إلى حُجْزَتِه": (الحُجْزَة): مَعقِد الإزار.