للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٤٠٥ - عن أبي سعيدٍ - رضي الله عنه -، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "الصَّعُودُ جَبَلٌ منْ نارٍ يَتَصَعَّدُ فيهِ سَبْعينَ خَرِيفًا، ويَهوي بهِ كذلكَ فيه أَبَدًا".

قوله: "يتصعَّد فيه سبعين خريفًا"؛ أي: يُكلَّف الكافرُ ارتقاءَه مدةَ سبعين سَنةً، وكذلك يُكلَّف سقوطَه من ذلك الجبل في النار مدةَ سبعين سَنةً، وتكليفُه صعودَ ذلك الجبلِ وهبوطَه لا ينقطع، كما أشار إليه بقوله: "ويهوي به كذلك فيه أبدًا"، فـ (كذلك) خبر مبتدأ مقدَّر، تقديره: كذلك عادتُه في الصعود والهبوط المذكورَين أبدًا، فحينئذٍ ذَكرَ السبعين وأراد به الدوامَ.

* * *

٤٤٠٦ - وقالَ في قَوْلِه: {كَالْمُهْلِ} أي كعَكَرِ الزَّيْتِ، فإذا قُرِّبَ إلى وَجْهِهِ سَقَطَ فَرْوَةُ وَجْهِهِ فيهِ".

قوله: "أي كعَكَرِ الزيت أي: دُرْدِيُّه.

أورد في "شرح السُّنَّة": (المُهل): الرصاص المُذَاب والصفر والفضة، وكلُّ ما أُذيب من هذه الأشياء فهو مُهْلٌ.

وقيل: المُهْل: الصديد الذي يسيل من جلود أهل النار.

وقيل: المُهْل: دُرْدِيُّ الزيت، وهو معنى (عَكَر الزيت).

قوله: "سقطت فَروةُ وجهه فيه"، الضمير في (فيه) يعود إلى (العَكَر)، و (الفَروة): الجِلدة، (فَروة وجهه) يريد: جلدته، ويُروى: "قَرْقَرَة وجهه أي: جلدة وجهه.

و (القَرْقَرَة): من لباس النساء، شُبهَتْ بشرةُ الوجه بها، ذكر في "شرح السُّنَّة".

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>