قوله: "كأني أنظرُ إلى موسى، فَذكَرَ مِنْ لونهِ وشَعْرهِ شيئًا، واضعًا إصبعيه في أذنيه"، الحديث.
(واضعًا): نصب على الحال، و (إصبعيه) مفعوله.
"الجُؤَارُ": الصياح، يقال: فلان جأَرَ إلى الله - عَزَّ وَجَلَّ -؛ أي: تضرَّع.
و"التلبية": مصدرُ (لبَّى) إذا قال: لَبّيك، وأصل لَبَّى: لَبَّبَ، فقُلِبت الباءُ الآخرة ياءً للخِفَّة، فصار: لَبَّى تَلْبيةً، فَأُجْرِيَ مُجْرى: وصَّى توصيةً؛ يعني: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الوادي الأزرق الذي بين مكة والمدينة حينما كُشِفَ له من عالَم الغيب حالاتُ موسى ويونس - عليهما السلامُ - في الإحرام والتلبية ممَّا جرى عليهما في الحجِّ وغير ذلك، من حِلْيةِ موسى، ولباسِ يونسَ، ووصفِ ناقته وذكر أن "خِطَامَ ناقتهِ خُلْبَةٌ"؛ أي: زمامُ ناقتِه ليفةُ نَخْل = أخبر عن ذلك كلِّه.
"مارًا" و"ملبيًا": نصب على الحال مِن يونس.
"هَرْشَى": ثنية في طريق مكة، "وَلفت" أيضًا: موضعٌ في طريق مكة.
هذا دليلٌ على أنَّ لأرباب القلوب أن يُخبروا عما كُشِفَ لهم من المغيَّبات.
* * *
٤٤٤٦ - عَنْ أَبي هُريْرَةَ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "خُفِّفَ عَلَى دَاودَ القُرآنُ، فكَانَ يأمرُ بدوابهِ فتُسرَجُ، فَيقْرَأُ القُرآنَ قبلَ أنْ تُسرَجَ دَوابُّهُ، ولا يأكُلُ إلَّا مِنْ عَمِلِ يَدِهِ".