الأولى:(نصرت بالرعب)، والثانية:"وجُعِلَتْ لي الأرضُ مسجدًا وطَهورًا"، والثالثة:"وأُحِلَّتْ لي الغنائم"، والرابعة:"وأُعطيتُ الشفاعة"، والخامسة:"وبعثْتُ إلى الناس عامَّةً".
(الرُّعب) - بضم الراء -: الخوف.
"مسيرة شهر": مسافة شهر.
قال في "شرح السنة": (نُصِرْتُ بالرعب مسيرةَ شهر)؛ معناه: أن العدَّو يخافني وبيني وبينه مسيرةُ مسافةِ شهرٍ، وكان ذلك من نصرِ الله - عَزَّ وَجَلَّ - إياه.
قوله:(وجُعلت لي الأرض مسجدًا)، أراد أن أهلَ الكتاب ما أبيحتْ لهم الصلاةُ إلا في بِيَعهم وكنائسهم، والبيَعُ جمع بَيْعَة، وهو موضعُ الصلاة للنصارى، والكنائس: جمع كنيسة وهي موضع الصلاة لليهود.
وأباح الله لهذه الأمة الصلاةَ حيث كان، تخفيفًا عليهم وتيسيرًا، ثم خصَّ منها المقبرة والحمام والمكان النَّجِسَ، فنُهُوا عن الصلاة فيها نهيَ كراهةٍ لا نهيَ تحريم.
قوله:"وطَهُورًا"، أراد به الترابَ، كما بيَّنه في الحديث الآخر:"وجُعِلَتْ تربتُها لنا طَهُورًا".
قوله:(وأُحِلَّت لي الغنائمُ)، أراد أن الأممَ المتقدمةَ منهم من لم يكن أُبيح لهم جهادُ الكفار، فلم يكن لهم مغانمُ، ومنهم من أُبيحَ لهم الجهادُ، ولكن لم يُبَحْ لهم الغنائم، فكانت غنائمهم تُوْضَع، فتأتي نارٌ فتحرقها، وأباحها الله لهذه الأمة.
(الغنائم): جمع غنيمة، وهي ما يُؤْخَذُ من أموال الكفار قهرًا.
قوله:(وأُعْطِيتُ الشفاعة)، فهي الفضيلة العظمى التي لا يشاركُه فيها أحدٌ يوم القيامة، وبها سادَ الخلقَ كلَّهم، حتى قال:"أنا سيد ولد آدم"، وهو