للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٤٧٢ - وقَالَ: "إنَّ الله زَوَى لِيَ الأَرْضَ فرَأَيتُ مَشَارِقَها ومَغَارِبَها، وإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِىَ لِي مِنْها، وأُعْطِيتُ الكَنْزَيْنِ الأَحْمرَ والأَبْيضَ، وإنِّي سَألتُ رَبي لأُمَّتِي أَنْ لا يُهْلِكَهَا بسَنَةٍ عَامَّةٍ، وأَنْ لا يُسلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أنفُسِهِمْ فَيَستَبيحَ بَيْضَتَهُمْ، وإنَّ رَبي قَالَ: يا محمّدُ! إنِّي إذَا قَضَيتُ قَضَاءً فإنَّهُ لا يُرَدُّ، وإِنِّي أَعْطَيْتُك لأُمَّتِكَ أنْ لا أُهلِكَهُمْ بسَنَةٍ عَامَّةٍ، وأنْ لا أُسلِّطَ عَلَيهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أنفُسِهِمْ فيَستَبيحَ بَيْضَتَهُمْ، ولو اجتَمعَ عَلَيْهِم مَنْ بأَقْطَارِهَا، حتَّى يكُونَ بعضُهُمْ يُهلِكُ بعضًا ويَسبي بعضُهُمْ بَعضًا".

قوله: "وإنَّ أمتي سيبلُغُ مُلْكُها ما زُوِيَ لي منها"، الحديث.

(زُوِيَ): ماضٍ مجهول، معناه: جُمِعَ، (زَوَى) إذا تعدَّى بـ (إلى) معناه: جمع، وإذا تعدَّى بـ (عن) معناه: بَعَّد.

قال في "الغريبين": زُوِيتْ لي الأرضُ؛ أي: جُمِعَتْ.

وقال عمر - رضي الله عنه - للنبي - صلى الله عليه وسلم -: لمَّا زوى الله عنك من الدنيا؛ أي: لما نَحَّى عنك.

قال الخطابي: توهَّمَ بعض الناس أن حرف (مِن) ها هنا للتبعيض، وليس ذلك على ما توهَّمُوه، وإنما معناه التفصيلُ للجملة المتقدمة، والتقديمُ لا يناقِضُ الجملة، لكن يأتي عليها، ويستوفيها جزءًا جزءًا.

والمعنى: أن الأرضَ زُويتْ جملتُها له مرةً واحدةً فيراها، ثم هي تُفتَحُ له جزءًا فجزءًا، حتى يأتي عليها كلِّها.

"الكنز": المالُ المدفون.

قيل: أراد بـ "الأحمر والأبيض" كنوزَ كسرى من الفضة والذهب، أفاءَها الله على أمته.

<<  <  ج: ص:  >  >>