قوله:"يُقيمُ به المِلَّةَ العَوْجاء بأن يقولوا: لا إله إلا الله": معناه: أنَّ الله سبحانه قال: يُزيلُ الكُفْرَ بوجودِ رسولي وحبيبي - صلى الله عليه وسلم -، أنْ يدعوَ الناسَ عن آخرِهم إلى كلمةِ التوحيد، وهي اعترافُهم بأنه لا إله في عالَمِ الوجودِ وفي الوجود إلا الله سبحانَه وتعالى برسالته - صلى الله عليه وسلم -.
و (لا) في "لا إله" لنفي الجنس، و (إله) اسمه، وخبره مقدَّرٌ؛ أي: في الوجود، والله مرفوعٌ بدلاً عن محلِّ المَنْفيِّ، و (لا) مع المنفي مبنيٌّ على الفَتْح؛ لتضمُّنهِ (مِنْ) الاستغراقية.
"الأعين": جمع عين، "العُمْي" - بضم العين -: جمع أعمى، و"الصم": جمع أَصَمَّ، و"الغُلْفُ": جمع أَغْلَف، وهو الذي لا يَفْهَم، كأنَّ قلبه في غِلَاف.
فقوله:"تفتح بها ... " إلى آخره، قيل: معناه: أنه يفتحُ أعينَ الكُفَّار الذين ذَكَرَهم الله في كلامه القديم وآذانَهم وقلوبَهم بكلمة لا إله إلا الله؛ يعني: يدعوهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى الإيمان، ويحرِّضُهم على ذلك، فيوِفِّقهم الله تعالى لَقبوله والامتثال بأوامره سبحانه، قال الله تعالى:{لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا}[الأعراف: ١٧٩].
* * *
مِنَ الحِسَان:
٤٤٧٥ - عَنْ خَبَّابِ بن الأَرَتِّ - رضي الله عنه - قَالَ: صَلَّى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - صَلَاةً فأطَالَها، قَالُوا: يَا رَسُولَ الله! صَلَّيْتَ صَلَاةً لمْ تكُنْ تُصلِّيْها! قال: "أجَلْ، إنَّها صلاةُ رَغْبَةٍ ورَهْبَةٍ، إِنَّي سَألتُ الله فِيها ثلاثًا فأَعْطانِي اثنتَيْنِ ومَنعنِي واحِدَةً: سَأَلتُهُ أَنْ لا يُهلِكَ أُمَّتي بسَنَةٍ فأَعْطَانِيها، وسَألتُهُ أنْ لا يُسلِّطَ علَيهِمْ عَدُوًّا مِنْ