الضمير في (إنه) للرسول - صلى الله عليه وسلم -، و (إنه) جوابُ القسم.
الحِرْزُ: الحِفْظُ، الأُمِّيُّ ها هنا منسوبٌ إلى أمَّ القرى، وهي مكة، ويحتمل أن يقال: منسوب إلى ما عليه العربُ، وهو عدم الكتابة، قال في "الغريبين" في تفسير "بُعِثْتُ إلى أمةٍ أُمِّية": قيل: هي التي على أصل ولادِة أُمَّهاتها، لم تتعلَّمِ الكتاب.
قوله:"وحِرْزًا للأميين": معناه: أنه من جملة صفاتِه المذكورةِ في التوراة أنه - صلى الله عليه وسلم - بُعِثَ حفظًا لأمته من عذاب الاستئصال، كما ذُكِرَ في الحديثين اللذين تقدَّما.
وقيل: معناه: وحفظًا لهم من العذاب مطلَقًا ما دامَ فيهم؛ لقوله تعالى:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ}[الأنفال: ٣٣].
"الفظ": الرجل الغليظ، و"الغليظ": فعيلٌ مِن (غَلُظَ غَلَظًا) إذا كان فيه فظاظة.
قال في "شرح السنة": معنى قوله: "ليس بفظًّ"؛ أي: غليظِ الجانب، سيئ الخُلُق، ومنه قوله تعالى:{وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}[آل عمران: ١٥٩].
"الصَّخَّاب": كثير الصَّخَب، والصَّخَبُ: الصياحُ.
(دَفَع) إذا مَنعَ، فقوله:"لا يدفَعُ السيئةَ بالسيئة"؛ معناه: لا يسيء إلى مَن أساءَ إليه، بل يعفو عن المسيء، ويُحْسِنُ إليه، وتسمية الثاني سيئةً ازدواجٌ.
"الإقامة" ها هنا بمعنى التقويم، والتقويم: جعلُ الشيء مستقيمًا.