وقيل: معناه: لا أفتخرُ بذلك، بل فَخْرِي بربي الذي أعطاني هذه المرتبةَ.
وقيل: لا أفتخرُ بذلك لأنه ما حَصَلَ بسعيي وكَسْبي حتى أفتخرَ به.
و (نبي) في "وما من نبي": للعموم؛ لأن النكرةَ التي تقع بعد النفي تَعُمُّ وتَشْمَل، والتنوين في "يومئذٍ" تنوينُ العِوَض، تقديرُه: يومَ إذ تقومُ الساعةُ.
و"من" في "مَنْ سِوَاه" موصولٌ، و (سواه) صلته؛ لأنه نصبٌ على الظَّرْف، وهو عطفٌ على (آدم)، و (آدم) عطفُ بيان لقوله: (ما مِن نَبيٍّ)، أو بدل؛ يعني: لا نبيَّ يومَ القيامة - يعني: آدم وغيره من الأنبياء والمرسلين - إلا أن يحضُروا تحت لوائي، وأنا أُحْشَرُ قبلَ الخلائق كلِّهم، ولا فخرَ، بل لطفُ منِّ الله وفَضْلِه.
* * *
٤٤٨٢ - عنْ ابن عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: جَلسَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فخَرجَ، فسمِعَهُمْ يَتذاكَرونَ، قَالَ بعضُهُمْ: إِنَّ الله اتَّخذَ إِبْراهِيمَ خَليلاً، وقَالَ آخرُ: مُوسُى كلَّمهُ الله تَكْلِيْمًا، وقالَ آخرُ: فعيسَى كَلِمةُ الله ورُوحُهُ، وقَالَ آخرُ: آدمُ اصْطَفَاهُ الله، فخَرجَ عَلَيهِم فسَلَّمَ وقَالَ:"قدْ سَمِعْتُ كَلامَكُمْ وعَجَبَكُمْ أنَّ إِبْراهيمَ خَلِيْلُ الله وهوَ كذلِكَ، ومُوسَى نَجيُّ الله وهوَ كذَلكَ، وعِيْسَى رُوْحُهُ وكَلِمتُهُ وهُوَ كذلكَ، وآدمُ اصْطَفاهُ الله وهُوَ كذلكَ، أَلَا وأَنَا حَبيبُ الله ولا فَخْرَ، وأَناَ حَامِلُ لِواءِ الحَمْدِ يَومَ القِيامةِ ولَا فَخْرَ، تحتَهُ آدَمُ فمنْ دُونَهُ ولا فخرَ، وأنا أوَّلُ شَافِعٍ وأوَّلُ مُشفَّعٍ يومَ القِيامةِ ولا فَخْرَ، وأَنا أوَّلُ مَنْ يُحرِّكُ حِلَقَ الجنَّةِ فيَفتَحُ الله لِيَ فيُدْخِلُنِيْها ومَعِي فُقَراءُ المُؤمِنينَ ولا فَخْرَ، وأَنَا أكْرَمُ الأوَّلينَ والآخِرينَ على الله ولا فَخْرَ".