يأْتِيها فَيَقِيلُ عِندَها، فتَبْسُطُ نِطْعًا فيَقِيلُ عَلَيْهِ، وكَانَ كَثيرَ العَرَقِ، فكانتْ تجمعُ عَرَقَهُ فتجْعَلُهُ في الطَّيبِ، فقالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "يا أُمَّ سُلَيْمٍ! ما هَذَا؟ "، قَالَتْ: عَرَقُكَ نجْعَلُهُ في طِيبنا، وهوَ مِنْ أطْيَبِ الطَّيبِ.
وفي رِوَايَةٍ: قَالَتْ: يا رَسُولَ الله! نرجُو برَكَتَهُ لصِبْيانِنا، قَالَ:"أَصبْتِ".
قوله:"فيَقِيلُ عندَها، فتَبْسُطُ نِطعًا"، الحديث.
قَالَ يقِيل قَيلُولةً: إذا نامَ نِصْفَ النهار.
الضمير في (عندها) إلى أم سليم.
بَسَطَ يَبْسُطُ بَسْطًا: إذا فَرَشَ فراشًا.
(النِّطْعُ): فِراشٌ من الجِلْد.
قال في "الصحاح": فيها أربعُ لغات: نَطْعٌ ونَطَعٌ ونِطْعٌ ونِطَعٌ، وهذا دليلٌ على جواز التقرُّب إلى الله سبحانه بآثارِ المشايخ والعلماء والصلحاء.
قوله:"نرجو بركتَه لصبياننا، قال: أصبتِ".
(البركةُ): كثرةُ الخير ونماؤه.
(الصَّبيان): جمع صَبيًّ، وهو الغلام، وسِنُّ الصبيِّ في الشَّرْع إلى البلوغ، وفي الطَّبِّ: بعد النهوض، وقبلَ الشِّدَّة، وهو ألَاّ تكون الأسنان قد استوفتْ السقوط والنبات.
و (الإصابة): وجدان الصواب.
* * *
٤٥١٢ - عَنْ جَابرِ بن سَمُرةَ - رضي الله عنه - قَالَ: صَلَّيتُ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - صَلاةَ الأُولى، ثُمَّ خَرَجَ إلى أهلِهِ وخرجْتُ مَعَهُ، فاستقْبَلَهُ وِلْدانٌ، فَجَعلَ يَمْسَحُ خَدَّيْ أَحَدِهمْ واحِدًا وَاحِدًا، وأمَّا أنا فَمسَح خَدِّي، قَالَ: فَوَجَدْتُ لِيَدِهِ بَرْدًا أو رِيحًا كَأنَّما أخرَجَهَا منْ جُؤْنَةِ عَطَّارٍ.