ثم عرفهم السخاوة له والصدق والشجاعة فقال:(ثم لا تجدوني) الحديث؛ يعني: إذا جربتموني في الوقائع لا تجدوني متصفًا بالأوصاف الرذيلة، وفيه دليلٌ على جواز تعريف نفسه بالأوصاف الحميدة لمن لا يعرفه؛ ليعتمد عليه.
قال في "الغريبين": العضاه: شجر أم غيلان، وقيل: كل شجر له شوك يَعْظُمُ، وهي جمع عِضَة، وأصلها: عِضَهة.
* * *
٤٥٢٧ - وعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلَّى الغَداةَ جَاءَ خَدمُ المَدِينةِ بآنِيَتهِمْ فيها المَاءُ، فَمَا يأتُونَ بإناءٍ إلَّا غَمسَ يَدهُ فِيْها، فرُبَّما جَاؤُوهُ في الغَداةِ البَارِدَةِ فيَغمسُ يَدهُ فيها.
قوله:"إذا صلى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم" الحديث.
"صلاة الغداة": صلاة الصبح. "الخَدَم" بفتح الخاء والدال: جمع خادم غلامًا كان أو امرأة. "الآنية": جمع إناء، غمسه في الماء يبلُّه فانغمس؛ يعني: كان خدم المدينة يأتون بالأواني التي فيها الماء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليغمس فيها يده متبركين لذلك، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغمس في كل واحد من الأواني ولو جاؤوا بها في الغداة الباردة.
وفيه دليل على جواز أن يُطلب مثلُ ذلك وغيرُه ممَّا يُتبرك به من العلماء والصلحاء.
* * *
٤٥٢٨ - وقَالَ أَنَسٌ - رضي الله عنه -: كانتِ الأمَةُ منْ إمَاءِ أَهْلِ المَدِينةِ لَتأخذُ بيدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فتنطَلِقُ بهِ حيثُ شاءَتْ.