للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: "كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ" الحديث.

"انطلق": إذا ذهب، وانطلق به: إذا أذهبه؛ يعني: لو أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عبدٌ أو أمةٌ لحاجة لقضى حاجته، ولو دعاه إلى شغل لأجابه، بحيث لو كان يأخذ بيده - صلى الله عليه وسلم - فيذهب به حيث شاء لَمَا أبى، تكريمًا وتفضُّلاً عليه - صلى الله عليه وسلم -.

* * *

٤٥٢٩ - وعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه -: أنَّ امرَأةً كَانتْ في عَقْلِها شيءٌ، فقَالَت: يا رَسُولَ الله! إنَّ لي إليكَ حَاجَةً، فَقَال: "يا أُمَّ فُلانٍ! انظُري أيَّ السِّكَكِ شِئْتِ حتَّى أقْضيَ لكِ حاجَتَكِ"، قال: فخَلا مَعَها في بَعْضِ الطُّرُقِ حتَّى فَرغَتْ منْ حَاجتِها.

قوله: "أي السكك شئت"، (السكك): جمع سكة، وهي ها هنا بمعنى الزقاق، والزقاق يذكَّر ويؤنَّث.

* * *

٤٥٣٠ - وعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: لم يكُنْ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فاحِشًا ولا لعَّانًا ولا سَبَّابًا، كانَ يَقُولُ عندَ المَعْتَبَةِ: "ما لَهُ؟ تَرِبَ جَبينُه".

قوله: "كان يقول عند المعتبة: ما له؟ ترب جبينه"، (المعتبة): مَفْعَلة من عتِب يعتَب: إذا غضب، وهي الخصلة التي تجر العتب، كالمنجلة والمندمة (١) وغير ذلك.

قيل: المعنى بقوله: "ترب جبينه": السجود لله سبحانه وتعالى، دعاء له بكثرة العبادة، وقيل: أراد بهذه الكلمة ما يراد بـ (تربت يمينه)؛ لِمَا فيهما من


(١) في "ش" و"ق": "والمندبة".

<<  <  ج: ص:  >  >>