بـ (المُحدَثات): البِدَع والضلالات من الأفعال والأقوال.
"وكلُّ مُحدَثة"؛ أي: كلُّ خصلةٍ مُحدَثةٍ "بدعةٌ"؛ أي: فهي بدعةٌ، ومعنى (المُحدَثة) و (البدعة) في اللغة واحدٌ.
ولكن المراد بالبدعة في الحديث: المُخالِفة للسُّنَّة (١)؛ يعني: كلُّ خصلةٍ أتى بها جديدًا لم يقلْها النبيُّ - عليه السلام - فهي مخالفةٌ للسُّنة، ومخالفةُ السُّنةِ ضلالةٌ، والضلالةُ: تركُ الطريق المستقيم والذهابُ إلى غير الطريق، والطريق المستقيم: هو الشريعة، ومَن مالَ عن الشريعة فقد ضلَّ عن طريق الحق.
* * *
١٠٣ - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أبغَضُ النَّاسِ إلى الله ثلاثةٌ: مُلْحِدٌ في الحَرَم، ومُبتغٍ في الإسلام سنَّةَ الجاهلية، ومُطَّلِبٌ دمَ امرئٍ بغير حقًّ ليُهريقَ دمَه"، رواه ابن عباس - رضي الله عنهما -.
قوله:"مُلْحِدٌ في الحَرَم"، أَلْحَدَ: إذا مالَ عن الحق، ومُلْحِد في الحَرَم؛ أي: مائلٌ عن الحق في الحَرَم؛ يعني: مَن لم يُعظِّم حُرمة الحَرَم ويفعل فيه معصيةً فالمعصيةُ قبيحةٌ، وفي الموضع الشريف أقبحُ.
قوله:"ومُبْتَغٍ في الاسلام سُنَّةَ الجاهلية"، ابتغى: إذا طلبَ؛ يعني: من دخل في الإسلام وطلب وتمنَّى ما هو عادة الجاهلية، كالمَيْسِر وقتل الأولاد وغير ذلك.
قوله:"ومُطَّلِبٌ دمَ امرئٍ مسلمٍ بغير حق ليُهريقَ دمَه"، و (مُطَّلِب) بتشديد الطاء: اسم فاعل من (اطَّلَبَ)، وأصله: اطتلب، فقُلبت التاءُ طاءً