للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

منهم قدم مكة، فوجد الكفار أشد مما كانوا عليه من إيذائه ومخالفته، إلا شرذمة قليلين آمنوا به وصدقوه.

فلما أراد الله سبحانه إظهار دينه ونصرة نبيه وإنجاز وعده ذهب إلى الموسم يدعو قبائل العرب إلى الإسلام كما كان يفعل في كل موسم، فأجاب رهطٌ من الخزرج أراد الله بهم الخير بما دعاهم إليه، وقبلوا منه الإسلام، ثم رجعوا إلى بلادهم فدعوا أقوامهم إلى الإسلام، فأجابوهم إليه، حتى فشا فيهم الإسلام، حتى إذا كان العام المقبل، وصل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اثنا عشر رجلًا منهم بالعقبة، فبايعوه على بيعة النساء، وهو أن لا يشركوا بالله شيئًا، ولا يسرقوا، ولا يزنوا ... إلى آخره.

قوله: "فانطلقت وأنا مهموم على وجهي"؛ أي: كأني مغشيٌّ عليه، "فلم أستفق إلا بقرن الثعالب"؛ أي: فلم يَزُلْ عني ذلك الغَشْيُ والغمُّ العظيم إلا بقَرْنِ الثعالب، وهو جبلٌ بين مكة والطائف، و (استفاق وأفاق) بمعنًى واحد.

و (إذا) في قوله: "فإذا أنا بسحابة"، و (إذا) فيها للمفاجأة.

(طبَّق)؛ أي: جعل الشيء فوق الشيء، محيطًا بجميع جوانبه، كما ينطبق الطبق على الأرض، فمعنى قوله: "أن أطبق عليهم الأخشبين"؛ يعني: ألقي عليهم جبلي مكة ليهلكوا.

قال في "شرح السنة": سميت (أخشبين): لصلابتهما وغلظ حجارتهما.

* * *

٤٥٦٣ - عن أَنَسٍ - رضي الله عنه -: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كُسِرَتْ رَباعِيَتُهُ يومَ أَحُدٍ وشُجَّ في رأسِهِ، فجَعلَ يَسْلُتُ الدمَ عنهُ ويقولُ: "كيفَ يُفلِحُ قومٌ شَجُّوا نبيَّهُمْ وكَسَروا رَباعِيَتَهُ؟! ".

<<  <  ج: ص:  >  >>