للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

و"صرعى": جمع صريع، وهي نصب على الحال من الضمير المنصوب في "رأيتهم"، و"بدر": موضع، وقيل: هو بئر كانت لرجل يقال له: بدرًا. و"القليب": البئر قبل أن يُطوى، يذكَّر ويؤنث.

و"أتبع أصحاب القليب لعنة" قيل؛ أي: لحقتهم اللعنة.

* * *

٤٥٦٢ - عن عَائِشَةَ رَضيَ الله عَنْها أَنَّها قَالَتْ: يا رَسُولَ الله! هل أتَى عَلَيكَ يَومٌ كانَ أَشَدَّ مِن يومِ أُحُدٍ؟ قَال: "لقدْ لَقيتُ منْ قومِكِ، وكانَ أشدَّ ما لَقيتُ منهُمْ يومَ العَقَبةِ، إِذْ عَرَضْتُ نفسِي على ابن عبدِ يالِيلَ بن عبدِ كُلالٍ فلمْ يُجِبني إلى مَا أردْتُ، فانطلقتُ وأنا مَهمومٌ على وجْهِي، فلمْ أستَفِقْ إلَّا بقَرْنِ الثَّعالِبِ، فرفعتُ رأسِي فإذا أنا بسَحابَةٍ قدْ أظلَّتْنِي، فنظَرْتُ فإذا فيها جِبريلُ، فنادَانِي فَقَال: إنَّ الله سَمِعَ قولَ قومِكَ وما ردُّوا عليكَ، وقدْ بعثَ إليكَ مَلَكَ الجبالِ لِتأْمُرَهُ بما شِئْتَ فيهِمْ"، قَالَ: "فَنَادانِي مَلَكُ الجبالِ وسلَّمَ عليَّ، ثمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُا إنَّ الله قدْ سَمِعَ قولَ قومِكَ، وأنا مَلَكُ الجِبالِ، وقدْ بَعَثنِي ربُّكَ إليكَ لِتأْمُرَني بأمْرِكَ، إنْ شِئتَ أنْ أُطْبقَ عليهِمُ الأخشَبَيْنِ"، فقالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "بل أرجُو أنْ يُخرِجَ الله منْ أصْلابهِمْ مَن يعبُدُ الله وحْدَهُ لا يُشرِكُ بهِ شَيئًا".

قوله: "وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة" الحديث.

قيل: أراد بـ (العقبة): جمرة العقبة التي هي بمنى، وهو موضعٌ بمكة، وأراد بيوم العقبة وشدَّته: اليوم الذي وقف عند العقبة في الموسم، فكان يدعو القبائل من العرب إلى الله سبحانه، فما أجابوا ذلك، فحزن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واشتد عليه، وكان يفعل ذلك بعد وفاة عمه أبي طالب.

وكان أبو طالب ينصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على كفار قريش، فلما مات كان الكفار تؤذيه - صلى الله عليه وسلم -، فخرج إلى الطائف يدعو ثقيفًا إلى الله، فأبوا ذلك، فلما يئس

<<  <  ج: ص:  >  >>