٤٥٧٤ - وعَنْ خَبَّابِ بن الأَرَتِّ - رضي الله عنه - قَالَ: شَكَوْنَا إلى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وهوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ في ظِلِّ الكَعْبةِ، وقدْ لَقِينا مِنَ المُشرِكِينَ شِدَّةً، فقُلنا: ألا تَدعو الله؟ فقعَدَ وهوَ مُحْمَرٌّ وجهُهُ، قَالَ:"كانَ الرَّجُلُ فيمَنْ كانَ قبلَكُمْ يُحفَرُ لهُ في الأرضِ فيُجعَلُ فيهِ، فيُجاءُ بالمِنْشَارِ فيُوضَعُ فَوْقَ رَأسهِ فيُشَقُّ باثنَيْنِ، وما يَصُدُّهُ ذلكَ عن دينِهِ، ويُمشَطُ بأمشَاطِ الحَدِيدِ ما دُونَ لَحْمهِ مِنْ عَظْمٍ وعَصَبٍ، وما يَصُدُّهُ ذَلكَ عَنْ دِينِهِ، والله لَيُتِمَّنَّ الله هذا الأَمرَ، حتَّى يَسيرَ الرَّاكِبُ منْ صَنعاءَ إلى حَضْرَمَوْتَ لا يخافُ إلَّا الله أو الذِّئبَ على غَنَمِهِ، ولكنَّكُمْ تَسْتَعجِلُونَ".
قوله:"فيجاء بالمنشار فيوضع فوق رأسه" الحديث.
"المنشار والمئشار" بالهمز: كلاهما الذي يشق بها الخشبة.
"الصد": جَعْلُ أحدٍ معرضًا عن شيء؛ يعني: ما كان العذاب الشديد يصرفه عن دينه.
"الأمشاط": جمع مشط، وهو ما يمتشط به.
"الأمر" ها هنا: بمعنى الدين.
"صنعاء": بلد باليمن. "حضرموت": بلدة، وقيل: اسم قبيلة، وقيل: حضرموت موضع حضرة صالح عليه السلام، فمات فيه، فسمي بهذا الاسم.
يعني: أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بظهور الدين على الأديان الباطلة، وظهوره عن فتن الكفرة المتمردين، بحيث لو سار راكب من المسلمين من صنعاء إلى حضرموت لكان آمنًا غيرُ خائفٍ سوى الله تعالى، أو الذئبِ على غنمه، ولو كان بينهما