للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مسافة بعيدة؛ يعني: سيزول أذى المشركين عن المسلمين؛ لنكبتهم وقوة المسلمين، وفيه تحريضٌ على الصبر على الأذى، والتحمُّل على المشاق، وعدم الاستعجال في الأمور.

أشار بقوله: "أو الذئب على غنمه" إلى خلوِّ الطريق والأماكن عن الأعداء، فإن الصحارى إذا خلت ربما يظهر فيها الذئب.

* * *

٤٥٧٥ - وقَالَ أَنسٌ - رضي الله عنه -: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَدخُلُ على أُمَ حَرامٍ بنتِ مِلْحانَ، وكَانتْ تحتَ عُبادَةَ بن الصَّامِتِ - رضي الله عنه -، فدَخَلَ عليها يَومًا فأطعَمَتْهُ، ثُمَّ جلسَتْ تَفْلِي رَأْسَهُ، فَنَامَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ استيقَظَ وهُوَ يَضحَكُ، قالتْ: فقلتُ: وما يُضحِكُكَ يا رَسُولَ الله؟ قال: "نَاسٌ منْ أُمَّتِي عُرِضوا عَليَّ غُزاةً في سَبيلِ الله، يَركَبونَ ثَبَجَ هذا البَحْرِ، مُلوكًا على الأسِرَّةِ" - أوْ: "مِثْلَ المُلوكِ على الأسِرَّةِ" فقلتُ: يا رَسُولَ الله! ادع الله أنْ يَجعَلَنِي منهُمْ، فدَعا لَهَا، ثُمَّ وضَعَ رأسَهُ فَنَامَ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وهوَ يَضحكُ، فقُلتُ: يا رَسُولَ الله! ما يُضحِكُكَ؟ قال: "نَاسٌ منْ أُمّتي عُرِضُوا عَليَّ غُزاةً في سَبيلِ الله" - كمَا قَالَ في الأُولى -، فقُلتُ: يا رَسُولَ الله! ادْعُ الله أنْ يَجعَلَنِي منهُمْ، قَالَ: "أنتِ مِنَ الأوَّلينَ"، فركِبَتْ أُمِّ حَرامٍ البَحرَ في زَمَنِ مُعَاويَةَ، فصُرِعتْ عَنْ دابَّتِها حِيْنَ خَرجَتْ مِنَ البَحرِ فهَلَكَتْ.

قوله: "يركبون ثبج هذا البحر، ملوكًا على الأسرة" الحديث.

قال في "الصحاح": ثَبَجُ كلِّ شيء: وسطه، وثَبَجُ الرمل: معظمه.

"الأسرة": جمع سرير، وهو ها هنا بمعنى: سفينة.

و"ملوكًا": نصب على الحال من الضمير في "يركبون"، والعامل فيه (يركب)،

<<  <  ج: ص:  >  >>