للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كلامك مشابهًا لكلامهم.

ثم قال: "لقد بلغنا ناعوس البحر ... " إلى آخره، قيل: (الناعوس) في البحر: ما سكن فيه الأمواج، وهو الوسط، والقاموس: قعره.

قيل: معناه: انتهى إلى سويداء قلبي معنى كلماتك هذه، قيل: معناه: بلغْنا في سماع كلامك هذا لجةَ بحرٍ لا يتناهى قعرُه في الفصاحة وكثرة المعاني.

قال الحافظ أبو موسى: وقع في جميع نسخ "صحيح مسلم": "ناعوس البحر"، وفي سائر الروايات: "قاموس البحر"، وهو: وسطه ولجته، ولعله لم يجوِّد كِتْبتَه فصحَّفه بعضهم، وليست هذه اللفظة أصلًا في "مسند إسحاق" الذي روى عنه مسلم هذا الحديث، غير أنه قرنه بأبي موسى وروايته، فلعلها في روايته زيادة.

قال الإمام التوربشتي في "شرحه": (ناعوس البحر) خطأ لا سبيل إلى تقويمه من طريق المعنى والرواية، وقد أخطأ فيه الراوي، وروي ملحونًا؛ لأن هذه اللفظة مما لم يسمع في كلام العرب، والصواب فيه: (قاموس البحر).

قوله: "هات يدك أبايعك" قال في "الصحاح": هاتِ يا رجل - بكسر التاء - أي: أعطني، والاثنين: هاتِيَا، مثل: آتِيَا، والجمع: هاتوا، وللمرأة: هاتي، وللنساء: هاتين، بمثل عاطِينَ، قال الخليل: أصل هات: من آتى يؤتي، فقلبت الألف هاء.

و (أبايعك) مجزوم؛ لأنه جوابُ لـ (هات)، وفي (هات) معنى الشرط، تقديره: إن تعطني يدك أبايعْك.

قيل: (هات) الصحيح أنه اسم فعل، فالقياس فيه إفرادُه على كلِّ حال، ولهذا ما جاء: هاتيا، ولا هاتي للمرأة، بل جاء: هاتوا، تنبيهًا على أن اسم الفعل يتحمل الضمير.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>