للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيُقبَضُ مِنْها، وإِليها يَنتهي ما يُهْبَطُ بهِ مِنْ فَوقِها فيُقْبَضُ مِنْها، قَالَ: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى}؛ قَالَ: فَراشٌ منْ ذَهَبٍ، قَالَ: فأُعطِيَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ثَلاثًا: أُعطِيَ الصَّلواتِ الخَمسَ، وأُعطِيَ خَواتيمَ سُورَةِ البقَرَةِ، وغُفِرَ لمنْ لا يُشرِكُ بالله مِنْ أُمَّتِه شَيئًا المُقْحِمَاتُ.

قوله: "فَرَاشٌ من ذَهَبٍ": قال في "الغريبين": (الفَرَاش): ما تراه كصغار البقِّ، يتهافَت في النار.

قيل: وفي المثل: (أطيشُ من فَرَاشَة).

قوله: "وأُعطِيَ خواتيمَ سُورةِ البقرة": قيل: معناه: استجيب له - صلى الله عليه وسلم - مضمون الآيتين: {غُفْرَانَكَ رَبَّنَا} [البقرة: ٢٨٥] إلى آخر السورة، ولمَنْ سَأل من أمته إذا رَعَى حَقَّ السؤال.

قوله: "وغُفِرَ لِمَنْ لا يشركُ بالله شيئًا من أُمته المُقْحِماتُ": قال في "الغريبين": (المُقْحِمَات)؛ أي: الذُّنوبُ العِظامُ التي تَقْحِمُ أصحابَها في قُحم النار؛ أي: تُلقيهم فيها، وفيه دليلٌ على أن الذنوب لا تحبطُ العملَ الصالح.

* * *

٤٥٨١ - وعن أَبي هُريْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "لقدْ رأَيْتُنِي في الحِجْرِ وقريشٌ تَسْألُنِي عنْ مَسْرايَ، فَسَألَتْنِي عنْ أَشْيَاءَ منْ بيتِ المَقْدِسِ لمْ أُثْبتْها، فكُرِبْتُ كَرْبًا ما كُرِبْتُ مِثلَهُ، فرفَعَهُ الله لِي أَنظُرُ إليهِ، مَا يَسْألوننِي عَنْ شَيءٍ إِلَاّ أنبأْتُهُمْ، وَلقد رأيْتُنِي في جَماعةٍ مِنَ الأنبياءِ، فإذا مُوسَى قَائِمٌ يُصلِّي، فإذا رَجُلٌ ضَرْبٌ جَعْدٌ كأنّهُ مَنْ رِجالِ شَنُوءَةَ، وإذا عيسَى قائِمٌ يُصلِّي، أَقْربُ النَّاسِ بهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بن مَسعودٍ الثَّقَفيُّ، وإذا إِبْرَاهيمُ قائِمٌ يُصلِّي، أشبَهُ النَّاسِ بهِ صَاحِبُكُمْ - يَعني: نَفْسَهُ - فَحَانَتْ الصَّلاةُ فأَمَمْتُهُمْ، فلمَّا فَرَغْتُ مِنَ الصَّلاةِ قَالَ لِيْ قَائِلٌ:

<<  <  ج: ص:  >  >>