للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

طعمة لأهل الجنة، فالحوتُ كالإِدام لهم، ولعل ذلك إشارة إلى إعدامِ ما يَقبل التغيير والتأثر، كما روينا من ذبح الموت، الذي يُؤتى على صورة كَبشٍ أَملَحَ.

قوله: "وإذا سَبَقَ ماءُ الرجلِ مَاءَ المرأة نَزَعَ الولدُ، واذا سَبَقَ ماءُ المرأة نَزَعَتْ": (سَبَقَ): إذا عَلَا وغَلَبَ، يُقال: (نَزَعَ إليه في الشَّبه): إذا أشبهه، ذكره في "الغريبين".

يعني: إذا غلبَ ماءُ الرجل أشبهه الولد، وإذا غلبَ ماءُ المرأة أشبهها الولد.

قوله: "إنَّ اليهودَ قومٌ بُهْتٌ": قال في "الصحاح": يقول: (بَهَتَهُ بَهْتًا وبَهَتًا وبُهْتَانًا، فهو بَهَّاتٌ)؛ أي: قال عليه ما لم يفعله، فهو مَبْهُوتٌ، فـ (بُهْتٌ): جمعُ بَهُوْتٍ، على بناء المبالغة؛ يعني: اليهودُ لا يُبالون في الكَذبِ والافتراءِ على الناس.

قوله: "فانتَقَصُوه"، (انتَقَصَ): افتعل من النَّقْصِ، وهو العيبُ، يعني: بعدما أسلَمَ عبد الله بن سلام عَابَهُ اليهود، وحَقَّرُوه.

* * *

٤٥٨٥ - وقَالَ أَنَسٌ - رضي الله عنه -: إِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - شَاوَرَنا حِيْنَ بلَغَنا إِقْبالُ أبي سُفْيانَ، فَقَامَ سَعدُ بن عُبادَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله! والّذِي نَفْسِي بيدِهِ، لوْ أمَرْتَنَا أنْ نُخِيضَها البحرَ لأخَضْنَاها، ولوْ أمَرْتَنا أنْ نضرِبَ أكبَادَها إلى بَرْكِ الغِمادِ لفعَلْنا، قال: فندَبَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - النَّاسَ، فانطَلَقُوا حتَّى نزَلُوا بَدْرًا، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذا مَصْرَعُ فُلانٍ"، ويَضعُ يَدهُ على الأَرْضِ هَا هُنَا وهَا هُنَا، قَالَ: فَمَا مَاطَ أحدُهُمْ عن مَوْضعِ يَدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -.

قوله: "لو أَمَرْتَنَا أن نُخِيضَها البحرَ لأخَضْناها"، (الخَوضُ): الشُّروع في

<<  <  ج: ص:  >  >>