لهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورسولُهُ؟ "، قَالَ: ومَنْ يَشْهَدُ عَلَى مَا تَقُولُ؟ قَالَ: "هذِهِ السَّلَمَةُ"، فَدَعَاهَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وهوَ بِشَاطِيءِ الوَادِي، فَأَقبَلَتْ تَخُدُّ الأَرْضَ حتَّى قامَتْ بينَ يَدَيْهِ، فاستَشْهَدَها ثَلَاثًا، فَشَهِدَتْ ثَلاثًا أَنَّه كَمَا قَالَ، ثُمَّ رَجَعَتْ إلى مَنْبتِها.
قوله: "هذه السَّلَمة"، قيل:(السلمة): شجرة من العِضَاه، ورقُها القَرَظ، والقَرَظ: ما يُدبغ به الجِلد.
قوله: "فدعاها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بشاطيء الوادي، فأقبلت تَخُدُّ الأرضَ، حتى قامتْ بين يديه"؛ يعني: النبي - صلى الله عليه وسلم - كان واقفًا بشاطيء الوادي؛ أي: طَرفه، (تَخُدُّ الأرض)؛ أي: تشقُّها، والخَدُّ: الشَّقُّ، (بين يديه)؛ أي: عنده.
* * *
٤٦٤٢ - وعن ابن عبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إلى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: بِمَ أَعْرِفُ أَنَّكَ نبيٌّ؟ قَالَ: "إنْ دَعَوْتُ هذا العِذْقَ منْ هذهِ النَّخْلَةِ يَشْهَدُ أنَّي رَسُولُ الله"، فدَعاهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَجَعلَ يَنزِلُ منَ النَّخْلَةِ حتَّى سَقَطَ إلى النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، ثمَّ قال: "ارجِعْ"، فَعَادَ، فَأَسْلَمَ الأَعْرابيُّ. صَحَّ.
قوله: "إنْ دعوتُ هذا العِذْقَ من هذه النَّخلة"، (العِذق) - بكسر العين - الكِبَاسة، والكِبَاسة من النخل بمنزلة العُنْقود من العِنَب، والعَذْق - بالفتح -: النَّخْلة.
* * *
٤٦٤٣ - عَنْ أبي هُريْرَة - رضي الله عنه - قَالَ: جَاءَ ذِئبٌ إلى رَاعِي غَنْمٍ فأخذَ منها