قوله:"صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على قَتْلى أُحُدٍ بعد ثمانِ سنين"، المراد بالصلاة ها هنا: الاستغفار؛ يعني: أوان انقضاء عُمُرِه المقدَّس، أمره الله بالاستغفار لشهداء أُحد، وكان هذا منه وداع للأحياء والأموات، وإعلام أنهم بعد شهادتهم تزداد درجاتُهم بدعائه لهم.
قوله:"إنَّي بين أيديكم فَرَطٌ"، (الفرط) - بالتحريك -: الذي يتقدَّم الوارِدة، فيهيئ لهم الأَرسان والدَّلاء، ويَمْدُر الحِيَاض، ويَسْتَقِي لهم، وهو فعل بمعنى فاعل، كتبع بمعنى تابع، يقال: رجل فَرَطٌ وقوم أيضًا, ذكره في "الصحاح".
يعني: أنا سابقُكم ومتقدِّمُكم، تلخيصه: أني إذا تقدمت كنت كالشفيع لكم عند الله تعالى، فإذا مُتُّم، وانقلبتم إلى دار الآخرة انتفعتم بجِواري فيها، كما كنتم تنتفعون بي حيًا، فهو شفيع الأمة، وهو نسبُهم في الدنيا والآخرة.
قوله:"ولكن أخشى عليكُم الدُّنيا أن تنافَسُوا فيها"؛ أي: أنْ تَرغبوا في الدنيا، وتَمَالوا إليها.
* * *
٤٦٦٣ - وعن عَائِشَةَ رَضيَ الله عَنْها قَالَتْ: إنَّ مِن نِعَمِ الله عَلَيَّ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - تُوفِّيَ في بَيْتِي، وفِي يَوْمِي، وبينَ سَحري ونَحري، وأنَّ الله جَمَعَ بينَ ريقي وريقِهِ عِنْدَ مَوتِهِ، دَخَلَ عليَّ عبدُ الرَّحمنِ بن أبي بكرٍ وبيدِهِ سِوَاكٌ، وأَنَا