للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدوابِّ التي عادتُها إلقاؤُها أنفسَها في النار.

"يَقَعْنَ فيها"، النون ضمير جماعة الإناث، وهي الفراش والدواب التي تقع في النار، والضمير في (فيها) يرجع إلى النار.

قوله: "وجعل يَحجُزُهنَّ"، (وجعل)؛ أي: طَفِقَ ذلك الرجلُ الذي استوقدَ النارَ (يَحجُزُهن)؛ أي: يَمنعُهنَّ ويُبعدهن عن النار حتى لا يَقَعْنَ فيها.

"ويَغْلِبنه"؛ أي: لا يَقْدِرُ ذلك الرجلُ أن يدفعَهن عن النار.

"فيتقحمن"؛ أي: يُلقينَ أنفسَهن بالعنف في النار.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فذلك مثلي ومثلكم"؛ يعني: أمنعكم من وصول نار جهنم بأن آمركم بالخيرات وأنهاكم عن المعاصي فلا تقبلون قولي، وتلقون أنفسكم في نار جهنم بمخالفتكم إياي.

قوله: "أنا آخذ بحجزكم عن النار"، الحُجَز بفتح الجيم: جمع حجزة، وهو ما يدخل فيه التِّكَّة من الإزار، ومن أراد أن يأخذ أحدًا بقوة ويبعده عن شيء، يأخذ بحجزته ويجره حتى يبعده عن ذلك الشيء؛ يعني أنا أجرُّكم حتى أبعدكم عن النار.

قوله: "هلم عن النار"، (هلم): له معنيان؛ أحدهما: ائت وتعال، والثاني: ائت به، فالمعنى الأول لازم، والثاني متعد، وهو أمر مخاطب، يستوي فيه المذكر والمؤنث، والواحد والتثنية والجمع، هذا هو الأصح (١).

وقيل: بل يتصرف كما يتصرف، أخرج وغيره من أمر المخاطب، وهو ها هنا لازم؛ أي: أقول لكم: تعالوا وابعدوا عن النار.

قوله: "تقحمون" أصله: (تتقحمون) فحذفت التاء الأولى للتخفيف؛


(١) من هنا بداية سقط في النسخة الخطية المرموز لها بـ "ش".

<<  <  ج: ص:  >  >>