"فأَدلَجُوا على مَهَلهم"؛ أي: فذهبوا في أول الليل على الرِّفق والسكون، "فأصبحوا مكانَهم"؛ أي: دخلوا في وقت الصباح في ذلك المكان، وأقاموا بذلك المكان حتى ظهر الصبح، (الإصباح): الدخول في وقت الصباح.
"فصبَّحهم الجيش" بتشديد الباء؛ أي: أتاهم الجيشُ في وقت الصبح؛ لأن عادةَ الجيش أن يُغِيرُوا في وقت الصبح، (التصبيح): الذهاب في وقت الصباح والدخول في وقت الصباح.
"واجتاحهم"؛ أي: استَأصَلَهم وأَهلَكَهم بالكُلِّية، وهو افتعل؛ من جاحَ يَجُوحُ جَوحًا: إذا قَلَعَ الشجرَ من الأصل.
١١٠ - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَثَلي كمثَلِ رجلٍ استوقدَ نارًا، فلمَّا أضاءتْ ما حولها جعلَ الفَراشُ وهذهِ الدوابُّ التي تقعُ في النَّارِ يقعنَ فيها، وجعلَ يحجُزُهُنَّ، ويغلِبنهُ فيقتَحمنَ فيها، قال: فذلكَ مَثَلي ومَثَلُكم، أنا آخذٌ بحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ: هلُمَّ عنِ النارِ، هلمَّ عنِ النارِ، فتغلِبونني فتقحَّمُون فيها".
قوله:"استَوقَد"؛ أي: أَشعلَ وأَضرَمَ "ما حولها"؛ أي: جوانب تلك النار.
"جعل"؛ أي: طَفِقَ "الفراشُ": شيءٌ يشبه الذبابَ، وعادته أن يُلقي نفسَه في النار إذا رأى ضوءَ النار.
قوله:"وهذه الدوابُّ التي تقع في النار"؛ يعني: الفراش وغيره من