٤٦٦٦ - عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: لمَّا قَدِمَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - المَدينةَ لَعِبَتْ الحَبَشَةُ بحرابهم فرحًا لِقُدومِه.
قوله:"لعبتِ الحَبَشةُ بحِرَابهم"، الحراب: جمع حَرْبة، وهي سِنان كبير، يكاد يكون نصفَ السيف، على شَكْل خِنْجَر كبير.
* * *
٤٦٦٨ - وَقَال: لمَّا كَانَ اليَومُ الَّذي دَخَلَ فيهِ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - المَدينةَ أضاءَ مِنها كُلُّ شَيءٍ، فلمَّا كَانَ اليَومُ الَّذي مَاتَ فيهِ أَظْلمَ مِنها كُلُّ شَيءٍ، وما نَفَضْنَا أَيْدِينَا مِنَ التُّرابِ وإنَّا لَفِي دفنِهِ حتَّى أَنْكَرْنَا قُلوبنا.
قوله:"وما نفضنا أيدينا عن التراب حتى أنكرْنَا قلوبنا"، (النفض): تحريكُ الشيء ليزولَ ما عليه من التراب والغُبار.
يعني: أن الصحابة - رضي الله عنهم - أخبروا عن تغيُّر أحوالهم الذي ظهر فيهم بعدما دُفِنَ الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وذلك أنهم لم يجدوا صَفَاءَ قلوبهم الذي كان في حياته - صلى الله عليه وسلم -، بل وجدوه متغيرًا عما كان في حضرته، وكذلك غيره من الأُلفة والتودُّد والرَّقة فيما بينهم كانت متغيرة، وما كان ذلك إلا لانقطاع الوحي السَّمَاوي، والمفارقة عن صحبته التي هي مُوجِبة للسعادات الأبدية الدائمة، لكنَّ تصديقَهم لله ولرسولِه ولِمَا أتى به مِنْ عندِه كان ثابتًا كما هو، بل أكملُ وأبلغُ.
* * *
٤٦٧٢ - عَنْ أَبي هُريْرَةَ - رضي الله عنه -: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"لا يَقْتَسِمُ ورثتي دِينارًا، مَا تَرَكْتُ بَعْدَ نفقةِ نِسَائي وَمَؤُنَةِ عَامِلي فهو صدقةٌ".