للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

له يتغطَّى ويتستَّر بالثياب.

قيل: أراد بقوله: (يتغشاه): يُغْمى عليه من شدة مرضه - صلى الله عليه وسلم -.

قوله لفاطمة رضي الله عنها: "ليس على أبيكِ كربٌ بعدَ اليوم"، قال في "شرح السنة": يريد لا يصيبه بعد اليوم نَصَبٌ ولا وَصَبٌ يجد له ألمًا، إذا قضى إلى دار الآخرة والسلامةِ الدائمة.

قال إسحاق بن إبراهيم المَوصِلِي في كتاب له مشتمل على تزييف بعض ما ذكره أصحاب الحديث في شرحه معنى قوله - صلى الله عليه وسلم - لفاطمة: "ليس على أبيك كرب بعد اليوم": أنه كَرْبُه وشفقَتُه على أمته بعد موته، لِمَا عَلِمَ من وقوع الاختلاف والفتن بعده.

قال الخطابي: هذا ليس بشيء؛ لأنه لو كان كما زعم لم تكن شفقتُه باقيةً على أمته بعد موته؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - قَيَّد، وقال: "ليس على أبيكِ كربٌ بعد اليوم"، وليس كذلك؛ لأن شفقته على أمته كانت دائمةً مدةَ حياته، وتكون باقيةً بعد موته إلى قيام الساعة؛ لأنه مبعوثٌ إلى كافة الخلق، قرنًا بعد قرن إلى يوم القيامة، وإنما هو ما يَجِدُه من كُرَب الموت، وكان بَشَرًا ينالُه الوَصَبُ، فيجد له من الألم مثل ما يجدُ الناسُ وأكثر، وإن كان صبرُه عليه واحتمالُه أحسن.

قولها: "يا أبتاه! " أصله: يا أبي، فالتاء بدل من الياء؛ لأنهما من حروف الزوائد، والألف للنُّدبة لمَدِّ الصوت، والهاء للسَّكْت.

قال الحافظ أبو موسى: هي نُدْبة، ولا بد لها من إحدى العلامتين (يا) أو (وا)؛ لأن الندبة لإظهار التوجُّع، ومد الصوت وإلحاق الألف في آخرها للفصل بينها وبين النداء، وزيادة الهاء في الوقف إرادة بيان الألف؛ لأنها خَفِيَّة، وتحذف في الوصل كقولك: واعمر أمير المؤمنين.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>