(في) وتعلق بفعل محذوف تقديره: اجعلني في الرفيق الأعلى؛ أي: الرفيق: الأنبياء؛ أي: أرواحهم السَّاكنات في حَظيرة القُدس، واجعلني في مكان الرفيق الأعلى، وأراد بـ (الرفيق الأعلى): نفسَه، وأراد بالمكان: المقام المحمود المخصوص به؛ أي: اجعلني ساكنًا فيه.
* * *
٤٦٦٤ - عَنْ عَائِشَةَ رَضيَ الله عنها قَالَتْ، سَمِعْتُ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:"ما مِن نبيِّ يمَرضُ إِلَاّ خُيرَ بينَ الدُّنيا والآخرةِ"، وكانَ في شكواهُ التي قُبضَ بها أخذَتْهُ بُحَّةٌ شَدِيْدةٌ، فسمعتُهُ يقولُ:"معَ الذينَ أَنْعمْتَ عليهم مِن النَّبيينَ والصِّدِّيقينَ والشُّهداء والصَّالحينَ"، فعَلِمتُ أَنَّه خُيرَ.
قوله:"وكان في شَكْواه الذي قُبضَ فيه"، (الشكوى) ها هنا: المرض؛ يعني: في مرضه الذي مات فيه - صلى الله عليه وسلم -.
قوله:"أخذته بُحَّةٌ شديدةٌ"؛ أي: سُعال شديد، والأصل في البُحَّة: الغلظة في الصوت، يقال: رجل بُحٌّ.
* * *
٤٦٦٥ - عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: لمَّا ثَقُلَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - جَعَلَ يَتَغشَّاهُ الكَربُ، فقالَتْ فاطِمَةُ رَضيَ الله عنها: وَاكَرْبَ أَبَاه! فقالَ لها: "ليسَ على أَبيكِ كَرْبٌ بعدَ اليوم"، فلمَّا مَاتَ قالَتْ: يا أَبَتَاهُ! أجابَ ربًّا دَعَاه، يا أبتاهُ! مَنْ جَنَّةُ الفِردَوسِ مَأواهُ، يا أبتاهُ! إلى جِبْريلَ نَنْعَاهُ، فلمَّا دُفِنَ قَالَتْ فَاطِمَةُ: يا أَنَسُ! أَطَابَتْ أَنْفُسُكُم أنْ تَحْثُوا على رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - التُّرابَ؟!.
قوله:"لما ثَقُلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - جعل يتغشاه"؛ يعني: لمَّا اشتدَّ مرضه - صلى الله عليه وسلم - طَفِقَ