للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويمكن أنْ يُقال: لفظ (المنكر) مما أورده المصنِّفُ في الكتاب، لا مِنْ مُلْحَقات بعض أهل المعرفة، كما ذكر الإمام، وإن كان مُعْرِضًا عن ذكره؛ لأن المناكير المذكورة في هذا الكتاب لا تزيد على أحاديث ثلاثة.

فإذا كان كذلك فلو أوردها مع الاعتراف بالإعراض عنها فكأنَّه ما أوردها؛ لأنه بإضافة أحاديث الكتاب غيرُ ملتفتٍ إليها لِقِلَّتِها، كما أن قصيدةً عربية لو كان فيها لُفَيظات فارسية لَمَا أَخْرَجتها عن كونها عربية، فكذلك هذا، فكذلك ثور أسود لو كان في مَتْنِه شعيراتٌ بيضٌ لَمَا أخرجته عن كونه أسود، فكذا هذا.

* * *

٤٦٩٦ - عَنْ عُثْمان بن عَفَّان - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن غَشَّ العَربَ لَمْ يَدخلْ في شَفاعَتي، ولَم تَنَلْهُ مَوَدَّتي"، غريب.

قوله: "مَنْ غَشَّ العربَ لم يدخُلْ في شفاعتي، ولم تَنَلْهُ مَودَّتي"، إنما قال هذا؛ لأنه بِلُغتهم نزل القرآن، وبلُغتهم تُعرف فضيلته، إذ تزداد فصاحتُه على فصاحتهم، وأيضًا هم تحمَّلوا الشريعة ونقلوها إلى الأمم، وضبطُوا حديثَه وأفعالَه، ونقلوا إلينا معجزاتِه، ولأنهم مادةُ الإسلام، وبهم فُتحت البلاد، ولأنهم أولادُ إسماعيلَ عليه السلام ومَعَدِّ بن عدنان أصل العرب؛ أعني: مادة قريش وسكان الجزيرة.

وأما أولاد قحطان بن هُود فهم أيضًا عرب، واختلف النسَّابون في العرب الخُلَّص:

قيل: هم القَحْطانية دون العدنانية؛ لأن إسماعيل كان لغتُه سُرْيانية كلغة الخليل عليهم السلام، فلما سَكَن الحجازَ تعرَّب وتعلَّم؛ لأنه تزوَّج إلى جُرْهم وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>