قيل:(القصب) ها هنا: عبارة عن لُؤلؤ مُجَوَّف واسع كالقصر المُنيف - المنيف: المشرف المرتفع -.
(الصَّخَب): الصِّياح، والنَّصَب: التعب؛ يعني: قصور الجنة ما فيها صَخَب ولا تعب، بل فيها كمال الاستراحة وطِيب العيش والرفاهية، بخلاف بيوت الدنيا، فإنها لا تخلو عن صَخَبٍ مِنْ ساكنيها، وعن نَصَبٍ في بنائها وإصلاحها، فإن الدنيا دارُ عَنَاء.
* * *
٤٨٤٤ - وقالت عائِشَةُ رضي الله عنها: ما غِرْتُ على أَحَدٍ مِن نِساءِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ما غِرْتُ على خَديجَةَ، وما رَأَيتُها ولكنْ كانَ يُكثِرُ ذِكْرَها، ورُبَّما ذَبَحَ الشَّاةَ ثم يُقَطِّعُها أَعْضَاءً ثم يَبْعَثُها في صَدَائِقِ خَديجَةَ، فربَّما قلتُ له: كأَنَّه لم يكنْ في الدُّنيا امرَأةٌ إلا خَديجَةُ؟ فيقولُ:"إنَّها كانَت وكانَت، وكانَ لي مِنْها وَلَدٌ".
قولها:"ما غِرْتُ على أحدٍ من نساء النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ما غِرْتُ على خديجة"، (غرت) من الغيرة؛ يعني: ما كان لي غَيرة على واحدة من أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - كغَيرتي على خديجة، مع أنِّي ما رأيتُها، فإنها كثيرًا ما يذكرُها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، ويُظْهِرُ المحبَّةَ معها.
قولها:"ثم يبعثُها في صَدائِق خديجة"، (البعث): الإرسال، (الصدائق) جمع صديقة، وهي المَحْبوبة.
* * *
٤٨٤٥ - عن أنسٍ - رضي الله عنه -، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "فَضْلُ عائِشَةَ على النِّساءِ