للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كفَضْلِ الثَّريدِ على سائرِ الطَّعامِ".

قوله: "فَضْلُ عائشةَ على النساء كفضلِ الثَّريدِ على سائر الطعام قيل: إنما ضرب المَثَل بالثريد؛ لأنه أفضلُ طعامِ العرب.

وقيل: المراد بالطعام: الحِنطة، وإنها تحتاج إلى مُعالجات كثيرة حتى يصلُحَ التغذِّي بها، والثريد: مركَّب من الخبز واللحم والمَرَقة ولا نظيرَ لها في الأغذية.

ثم إنه جمعَ بين الغذاء واللذة والقوة، وسهولة الأخذ، وقلة المُؤْنة في المَضْغ، وسُرعة المرور في الحُلْقوم والمَرِي، فضربَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بها المَثَل، ليعرِّفَ أنها جَمَعْتْ خِصالَ الكمال، وهي حُسن الخُلق والمعاشرة، وحلاوة المَنْطِق، وفَصَاحة اللسان، ورَزَانة العقل، والتحبُّب إلى الزوج، وغيرها من أنواع الكمال، كما اجتمع في الثريد ما ذُكر من أنواع الكمال في الأغذية الشريفة، والنساء الأُخر بمثابة الطعام الذي هو الحِنطة، فكما أنها تحتاج إلى أشياءَ كثيرةٍ حتى تصلُح للتغذِّي بها كما ذُكر، فكذا النساء محتاجة إلى تأديبات كثيرة، ليظهر فيهن حسنُ المعاشرة وغير ذلك، فإذا عرفتَ أن الثريدَ أفضلُ الطعام فاعرِفْ أن عائشةَ - رضي الله عنها - أفضلُ النساء.

* * *

٤٨٤٧ - عن عائِشَةَ رضي الله عنها قالت: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُرِيتُكِ في المَنامِ ثلاثَ ليالي يَجِيءُ بكِ المَلَكُ في سَرَقَةٍ مِن حَريرٍ فقال لي: هذه امرَأتُكَ، فكَشَفْتُ عَنْ وَجْهِكِ الثَّوبَ فإذا أَنْتِ هي، فقُلتُ: إنْ يكنْ هذا مِن عِنْدِ الله يُمْضه".

قوله: "أُرِيتُكِ في المنام ثلاثَ ليال، يجيء بكِ المَلَكُ في سَرَقَةٍ من

<<  <  ج: ص:  >  >>