قوله:"إنَّ الله أمرني أَنْ أقرأَ عليكَ"، قال في "شرح السنة": قيل: أراد أن يحفَظه أُبيٌّ مِنْ فيه، وكان أبيٌّ مقدَّمًا على قُرَّاء الصحابة، قال - صلى الله عليه وسلم -: "أقرَأُكم أُبيٌّ".
* * *
٤٨٦٣ - عن أنسٍ - رضي الله عنه - قال: جَمَعَ القرآنَ على عَهْدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أَرْبَعةٌ: أُبَيُّ بن كَعْبٍ، ومُعاذُ بن جَبَلٍ، وزيدُ بن ثابتٍ، وأبو زَيدٍ، قيلَ لأَنَسٍ: مَن أبو زَيدٍ؟ قال: أَحَدُ عُمُومتي.
قوله:"جمعَ القرآنَ على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أربعةٌ؛ أبيُّ بن كعب، ومعاذُ ابن جبل، وزيدُ بن ثابت، وأبو زيد"، قيل: قد جمع القرآنَ جماعةٌ من المهاجرين على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فالمراد من الأربعة: أربعة من قوم أنس، وهم الخَزْرجيون.
وقيل: أراد بالأربعة: أربعة من الأنصار أوسِهم وخزرَجِهم، وهذا أقرب؛ لأن بين الحَيَّين كان خصومةً قبلَ الإسلام، وقد بقي بينهما شيءٌ بعد الإسلام، وذلك الشيء يُهَيج فيهما التفاخر.
قال أنس: فقال الأوس: منَّا غسيلُ الملائكة حَنْظلةُ بن الراهب، ومنَّا من حَمَتْه الدَّبَر عاصمُ بن ثابت بن الأفلح، ومنَّا من أُجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمةُ بن ثابت، ومنا منِ اهتزَّ العرش بموته سعدُ بن معاذ.
وقالت الخَزْرجُ: منَّا أربعةُ قراء القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لم يقرأه غيرُهم: زيدُ بن ثابت، وأبو زيد، ومعاذُ بن جبل، وأُبيُّ بن كعب.
والمراد بقوله: لم يقرأه غيرهم يعني: لم يقرأه كله أحد منكم يا معشر الأوس.