للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٨٦٤ - عن خَبَّابِ بن الأَرَتِّ قال: هاجرْنَا معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - نَبْتَغي وَجْهَ الله فَوَقعَ أَجْرُنا على الله، فمِنَّا مَن مَضَى لم يَأْكُلْ مِن أَجْرِهِ شَيْئًا، مِنْهم مُصْعَبُ بن عُمَيرٍ، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ فلَمْ يُوْجَدْ له ما يُكفَّنُ فيهِ إلا نَمِرَةً، فكُنَّا إذا غَطَّينا رَأْسَهُ خَرَجَتْ رِجْلَاهُ، وإذا غَطَّينا رِجْلَيهِ خَرَجَ رَأْسُه، فقالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "غَطُّوا بها رَأْسَه، واجْعَلُوا على رِجْلَيْهِ مِن الإِذْخِرِ"، ومِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ لهُ ثَمَرتَهُ فهوَ يَهْدِبُها.

قوله: "ومنَّا مَنْ أينعت ثمرتُه فهو يَهْدِبُها"؛ أينعَتْ؛ أي: نَضَجَتْ له ثمرتُه.

قال في "الغريبين": يهدِبها؛ أي: يجتنيها، يقال: هدَبَت الثمرةُ يهدِبها هَدْبًا: إذا اجتناها وقَطَعها.

* * *

٤٨٦٥ - عن جابرٍ - رضي الله عنه - قالَ: سَمِعْتُ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "اِهْتَزَّ العَرْشُ لمَوْتِ سَعْدِ بن مُعاذٍ".

وفي رِوايةٍ: "اِهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بن مُعاذٍ".

قوله: "اهتزَّ العرشُ لموت سعدِ بن مُعاذ"، قال في "شرح السنة": اهتزَّ؛ أي: ارتاح بروحه حين صَعِدَ به، قيل: أراد بالاهتزاز السُّرور والاستبشار، ومعناه: أن حملةَ العرش فرحوا بقُدوم روحه، فأقام العرشَ مقامَ مَنْ حَمَلَهُ؛ كقوله: "أحدٌ جبلٌ يحبنا ونحبُّه" أي: أهلُه.

قال الشيخ الإمام: والأولى إجراؤه على ظاهره، وكذلك قولُه - صلى الله عليه وسلم -: "أُحدٌ يحبنا ونحبُّه"، ولا يُنكر اهتزازُ ما لا روحَ فيه بالأنبياء والأولياء، كما اهتزَّ أُحد وعليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمرُ وعثمان، وكما اضطربت الأُسْطُوانة على مُفَارقته.

<<  <  ج: ص:  >  >>