لم يخلص من الكذب؛ لأن جميع ما يسمع الرجل لا يكون صدقًا بل يكون بعضه كذبًا، وهذا زجر عن التحدث بشيء لم يعلم صدقه، بل يلزم على الرجل أن يبحث في كلِّ ما سمع من الحكايات والأخبار وخاصة من أحاديث النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -, فإن علم صدقه يتحدث، وإلا فلا يتحدث به.
* * *
١١٩ - وقال:"ما مِن نبيٍّ بعثَهُ الله في أُمَّتهِ قبْلي إلَاّ كان لهُ مِن أُمّتهِ حوارِيُّونَ وأصحابٌ يأخذونَ بسنَّتهِ ويقتدُونَ بأمرهِ، ثمَّ إنَّها تخلُفُ منْ بعدِهم خُلوفٌ يقولونَ ما لا يفعلون، ويفعلونَ ما لا يُؤمَرُون، فمنْ جاهدَهُمْ بيدِه فهوَ مؤمنٌ، ومَنْ جاهدَهُمْ بلسانهِ فهوَ مُؤمنٌ، ومَنْ جاهدَهُمْ بقلبهِ فهوَ مُؤمنٌ، ليسَ وراءَ ذلكَ منَ الإِيمانِ حبَّة خَرْدَلٍ"، رواه ابن مَسْعود - رضي الله عنه -.
وقال:"ما من نبي بعثه الله في أمته".
قوله "في أمته" روي: "في أمة" من غير هاء، وروي:"في أمته" بالهاء، وهذا هو الأصح.
و (الحواريون) جمع حواري، وهو خليل الرجل، وصاحب سره.
(خَلَفَ) - بفتح العين في الماضي وضمها في الغابر - خِلافةً: إذا قام أحد مقام أحد وحفظ أمره، "من بعدهم"؛ أي: من بعد الحواريين والمقتدين لسنة الأنبياء عليهم السلام.
(الخُلُوف) بضم الخاء: جمع خَلْف، بفتح الخاء وسكون اللام، وهو الخليفة السيء، والولد السيء أيضًا.