٤٣٥ - وقال:"لو يعلمُ الناسُ ما في النداءِ والصفَّ الأوَّلِ ثم لمْ يجدُوا إلَّا أنْ يَسْتَهِمُوا عليهِ لاستَهَمُوا عليه، ولو يَعلمونَ ما في التَّهْجير لاستَبَقُوا إليهِ، ولو يَعلمونَ ما في العَتَمةِ والصُّبح لأتَوْهما ولو حَبْوًا"، رواه أبو هريرة - رضي الله عنه -.
قوله:"ما في النداء"؛ أي: قَدْرَ ما يكون للمؤذِّن ولمَن حضر الصفَّ الأول من الثواب.
(استهم القوم): إذا أخرجوا القرعة بينهم على أنَّ مَن خرجت قرعتُه يأخذ المال الذي - أو يفعل الفعل الذي - أخرجوا فيه القرعة؛ يعني: لتنازعوا في الصف الأول حتى أخذوا المواضع من الصف الأول بالقرعة.
"التهجير": الإتيان في غاية الحرارة إلى شيء، والمراد ها هنا: حضورُ الظهر في أول الوقت.
(الاستباق): المبادرة إلى فعل.
"العتمة": العشاء.
(الحبو): المشي على الركبتين والكفين كفعل الصبي.
قوله:"ولو حبوًا"؛ يعني: يمشي الناس إلى هاتين الصلاتين لطلب كثرة الثواب وإن كانوا يمشون على الرُّكب من غاية الضعف والعجز.
* * *
٤٣٦ - وقال:"ليسَ صلاةٌ أثقلَ على المُنافِقينَ مِنَ الفَجْرِ والعِشاءِ، ولو يَعلمُونَ ما فيهما لأتَوْهما ولو حَبْوًا"، رواه أبي هريرة - رضي الله عنه -.
قوله:"ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا".
وإنما ثَقُلت هاتان الصلاتان على المنافقين لأنهما في وقت النوم، وتركُ النوم