٤٥٩ - وقال:"بَيْنَ كُلَّ أذانَيْنِ صَلاةٌ، بينَ كُلَّ أذانَيْنِ صَلاةٌ" ثم قال في الثالثة: "لِمَنْ شاء"، رواه عبد الله بن مُغفَّل.
قوله:"بين كل أذانين صلاة"، أراد بالأذانين: الأذان والإقامة، وعادة العرب أن يجمعوا بين شيئين بينهما مشابهة، فيسمونها باسم واحد، كقولهم: القمران؛ للشمس والقمر.
وأراد بقوله:(صلاة): صلاة النافلة أو السنة.
وإنما حرَّض رسول الله - عليه السلام - على صلاة النفل بين الأذان والإقامة؛ لأن الدعاء لا يردُّ بين الأذان والإقامة؛ لشرف ذلك الوقت، وإذا كان الوقتُ أشرفَ، يكون ثواب العبادات فيه أكثر.
فإن قيل: أراد بهذه الصلاة صلاة الفرض.
قلنا: ليس كذلك؛ لقوله عليه السلام:"لمن شاء"، فلو كان فريضة لم يقل: لمن شاء.